السلام عليكم
كيف حالكم ؟ ( أتظاهر و كأنني لا أعرف شيئا هششش)
الجزء الرابع
.....إلى يومنا هذا
أليس هذا ما أردته , ألم يعجبك هذا ؟ هههه "صوتي المجنون يتحدث مجددا" , يذكرني بأخطائي , أيها الغبي !
الشاب: يا لها من قصة حزينة !, آسف يا سيدي لتذكيرك بماضيك المريع
العم : لا داعي للتأسف , فقصة كهذه لن تنسى مهما حدث و لن تموت إلا بموت صاحبها , ما يهم هو أن تتعلم و تأخذها عبرة لك في حياتك , لعلك تستفيد منها شيئا
الشاب :لقد تأخر الوقت كثيرا , يجب علي العودة , ولكن .....
العم : "أعرف ! الطريق طويل و يكاد الظلام يحل , بإمكانك أن تمضي الليلة هنا "
في البداية تردد الشاب , فقد اعتاد على النوم فوق فراش من حرير ( و تأتي اليوم لتطلب منه النوم على الأرض "غير منطقي"! ) , ولكنه وافق , ففي النهاية إن ذهب سيظلم نفسه و حسب .
قامت المرأة العجوز ( لنسميها الخالة ), بإعداد العشاء , كان جِد بسيط و متواضع خبز و لبن , و كأس ماء ليرتووا به .تناولوا عشاءهم , وعندما انتهو , رفع العم و الخالة أيديهما يحمدان الله على النعمة التي هم فيها , اِلتفت الشاب , و جلس ينظر إليهما باستغراب " مجنونان ؟ هل أنتما مجنونان ؟أين هي النعمة أنا لا أراها , كنت أتناول مائدة مملوءة مما أشتهيه و الآن أتناول خبزا خلَّفه الدهر و كأس لبن حامض تقولون لي نعمة ؟..., مهلا لحظة , لا تقولا أنكما سمعتماني !"
العم : ههههه , لا لم نسمع , فقط بأننا مجنونان و أنك كنت تتناول ما تريد و....
.الشاب : أعتذر لم أكن ..... ليس كما تعتقدان .....بل هو لذيذ ........
و جلس ساعة يحاول التبرير و كلاهما يضحكان , يا له من موقف !
ذهب الكل لينام ,و دار بين العم و الشاب حديث صغير
الشاب : شكرا على كل ما قدمتماه لي , بالرغم من أنكم لا تستطيعون حتى تدبر أمركم إلا أنكم قد استضفتموني جيدا
العم : هذا من واجبنا , ثم إنني قد تذكرت ولداي حين رأيتك , و لم أتردد في أن أطلعك على حياتي الشخصية , لو كان بإمكاني فقط تحمل لقمة عيشنا و مسكننا , لذهبت للبحث عنهما , إنهما أغلى ما كنت أملك , لكنني أضعتهما بتهوري , لذا لا تستغرب حين تراني أحمد الله على ما تناولناه قبل قليل , فالقناعة و الرضا بما لديك , هو درع لك يحميك من الطمع .....تصبح على خير
الشاب : في أمان الله و حفظه
يأتي الصباح , و يذهب الشاب إلى منزله , ليجد أباه قلقا عليه
الأب : أين كنت ؟, لقد قلقت عليك كثيرا , هل حدث لك شيئ ؟
الشاب : إهدئ يا والدي , لقد كنت في نزهة , ولكن حل علي الظلام , لذا أمضيت ليلتي في مكان آخر , هذا وحسب
الأب : الحمد لله , أرحتني !
حسنا , مررنا بالكثير من التفاصيل لم لا نختصر الوقت قليلا
بعد مرور عامين
هنالك شاب جالس على حافة الطريق , و قد ضعف جسده و شحب وجهه و يئس حاله
الجميع يمشي , و لا أحد منهم مهتم بحاله , يكاد يغشى عليه من التعب و الجوع , فإذ بشخص حسن المظهر يأتي و يمسك به , ثم يأخذه بكل طيبة و إنسانية بين يديه " تعال , تعال يا بني معي "
نظر إليه ذلك الشاب بتعجب , من أنت , ماذا تريد ؟
لم ينطق بكلمة , وضعه في سيارة صغيرة , و بدآ في السير , لم يكن الشاب قادرا على الهرب أو إبداء أي ردة فعل , و قال في نفسه: آه أيها الرجل الهزيل , أي ريح عصفت بك إلى هذه الأيام , و أي حظ هذا , و ما هذه الحال التي أنت فيها ؟
تذهب و لا تدري إلى أين ؟
وصلا إلى مكان , ربما أجمل مكان قد رآه هذا الشاب , ما هذا المنظر البديع ؟ , كيف يمكن لهذا المكان أن يكون على الأرض ؟و ما هذه الرائحة السيئة , لا يمكن أن يلتقي هذين الشيئين معا
بدأت عيناه تغمضان , و لا شيئ أمامه سوى الضباب , ثم الظلام
و أخيرا استيقظ الشاب , و بدأ ينظر من حوله " أين أنا؟ , ما الذي حدث ؟"
فأجابه أحدهم : إهدأ , لقد كنت في حال مزرية , لهذا قلت لا مشكلة في قضائك ليلة واحدة في استضافتي
رد عليه الشاب : ;و لكنني لا أعرفك و لا أعلم ما جاء بي إلى هنا , إعتقدت أنه كان حلما !
الأحدهم : أ أنت متأكد بأنك لا تعرفني , أمعن النظر جيدا , ألم تتذكرني ؟ ......حسنا لا بأس لنتناول الغداء , قانت سيدة المنزل بوضع الغداء بوجه تزينه ابتسامة بريئة , و كأنها تريد قول شيئ ما
الشاب : شكرا جزيلا , هلا عرفت من تكون
الأحدهم : تناول طعامك , ثم سنتحدث
انتهى الإثنان من تناول طعامهما , و قام الشاب بالإستحمام و ارتدى ما قدمه له الأحدهم
من ملابس , و قام بسؤال ذلك الرجل , لم تخبرني من أنت ؟
فقال ال(رجل المنقذ ):شخص متواضع , لا ينقصه شيئ والحمد لله
الشاب :لم أفهم
الرجل المنقذ : ستفهم ياولدي
قبل بضعة سنين جائني أحدهم , و قدم لي صدقة , غيرت حياتي بإذن الله , و أصبحت ما أنا عليه الآن , و لكن كيف أصبحت هكذا يا بني , ما الذي غير حالك أخبرني ؟
الشاب : سأخببرك مقابل معروفك
لقد كنت أعيش في عز و فخر , فقد كان والدي رجل أعمال , يملك أكبر شركة في المنطقة , كان لي أصدقاء كثيرون , و صديق مقرب , كان بمثابة أخي
كنت قد ذهبت في رحلة معه , و لكنني وجدت عجوزين فقدمت لهما مساعدة بسيطة , و لكن كان رجوعي للمنزل صعبا فأمضيت تلك الليلة عندهما, ما سبب قلق والدي , لقد كان يعاني الكثير من الأمراض , لا سيما مرض القلب , و قد كان عليه ضغوطات كثيرة
و مع الأسف لم يمض عليه الكثير من الوقت , إلى أن فارق الحياة
حزنت كثيرا , كان آخر شخص أملكه بعد موت أمي , لم يكن لدي إخوة , كنت وحيدا , و قد وجدت نفسي أحمل عبئئ الشركة عل ظهري , إعتدت عليه مع الأيام , و لكن أتى نائب والدي , و أخبرني أنه أحق مني بامتلاك الشركة بما أنني لست الإبن البيولوجي لوالدي
كنت طفلا متبنى , ذهبت إلى منزلي , كنت مصدوما , لم يكن والدي , و لم تكن أمي !
إزدادت المصاريف , فواتير و ضرائب , لم يكن بإمكاني دفعها , وصلتني إنذارات كثيرة
و في الأخير تم طردي بنجاح , ذهبت لأبيت عند صديقي من هو بمثابة أخي , فلم يفتح الباب , " ربما ليس بالمنزل ", كل يوم كنت أطرق الباب و لا يفتح , و لكنني دائئما ما أسمع أصواتا داخل المنزل , يبدو أنه كان يستخدم الباب الخلفي لكي لا أراه و لا أطلب منه أن يؤويني عنده , و مر علي سنتين , يومأتناول فيه و 3لا أذوق فيها لقمة واحدة
إلى أن أتى هذا اليوم , مض علي فترة مذ أن شعرت بالدفئ و السكينة
و قبل أن يتحدث المنقذ , قاطعتهما العجوز , ماذا أحضر للعشاء ؟
فرد عليها الرجل المنقذ :أنسيتي ؟ كبش للغداء و نعجة للعشاء
في هذه اللحظة تذكر الشاب و أيقن أن موازين الدنيا قد انقلبت , أتذكرون العم ؟ , هذا هو, فسأله الشاب , قبل سنتين كانت حالك كحالي اليوم أو ربما أسوء , كيف حدث هذا ؟
العم : في الليلة التي أحضرت لي فيها ذلك الكبش و النعجة , أيقنت أن الله تعالى أنعم علي , فقمت بتربيتهما إلى أن أصبح لدي الكثير منها , و هكذا بدأت بتجارة الأغنام , و اشتريت منزلا صغيرا , و الملابس التي نرتديها , و تحسنت حالي و زوجي منذ ذلك الحين والحمد لله , و لا شك أنك لم تعرفني , فقد تغير كل شيئ تقريبا , على الأقل بالنسبة لك
جلس الشاب يبكي , فلم يدري أن عملا بسيطا قدمه في ماضيه كان سببا في تغير حال هذين الإثنين , يالِ هذا الشعور !
العم : لقد شاء القدر أن يجمعنا مجددا , لدينا غرفة إضافية , و طعامنا وفير و الحمد لله , صدقني لن ينقصك شيئ من ملبس أو مشرب , هلا أمضيت معنا ما تبق من حياتنا , إني لأحس بشيئ نحوك , يجذبني لك شعور غريب , رجاءا لا ترفض طلبي , رجاءا , لطفا بي !
الشاب : ليس لدي مسكن أبيت فيه , ولا عمل أعتمد عليه و لا صديق ألجأ إليه ,فما الذي سيدفعني لرفض عرضك , إنه لمن دواعي سروري أن تعتبرني إبنا لك , و لو أنني سأكون عبئا عليك
العم : إذا فهل أنت موافق ؟
الشاب و لم لا .......يتبع
بالتوفيق .........