السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
" وافق شن طبقة "
قيل أصل هذا المثل أن طبقة و هي قبيلة من إياد كانت لا تطاق فأوقعت بها قبيلة شن فانتصفت منها و أصابت فيها فضربتا مثلا للمتفقين في الشدة و غيرها.
غير أن حكاية المثل أوردها قوم آخرون فقالوا:_
إن أصل المثل أن " شنا " كان رجلا من دهات العرب و كان قد حلف ألا يتزوج إلا بامرأة داهية تشبهه
فقال:_ " والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي فأتزوجها "
و بينما هو ذات يوم يسير في الطريق إذ لقى رجلا يريد القرية التي يريدها شن فصحبه فلما انطلقا
قال له شن:_ " أتحملني أم أحملك؟ "
فقال الرجل:_ " يا جاهل كيف يحمل الراكب راكب! "
فسارا حتى رأيا زرعا قد أوشك على الحصاد
فقال له شن:_ " أترى هذا الزرع قد أكل أم لا؟ "
فقال الرجل:_ " يا جاهل أما تراه قائما أمام ناظريك! "
فسارا في طريقهما يكملا سيرهما، فاستقبلتهما جنازة
فقال شن للرجل:_ " أترى صاحبها حيا أم ميتا؟"
فقال الرجل:_ " ما رأيت أجهل منك، أتراهم حملوا إلى القبور حيا! "
و قطعا سيرهما حتى وصلا إلى مبتغاهما، فاستضاف الرجل شنا في منزله و كان للرجل بنت يقال لها " طبقة " فقص أبوها عليها قصته مع شن
فقالت:_ " أما قوله أتحملني أم أحملك؟
فإنه أراد أتحدثني أم أحدثك؟ حتى نقطع طريقنا بالحديث.
و أما قوله أترى هذا الزرع قد آكل أم لا؟ ، فإنه أراد أباعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا؟
و أما قوله في الميت فإنما أراد أترك عقبا يحيى بهم ذكره أم لا؟
فخرج الرجل إلى شن فحادثه ثم أخبره بتفسير ابنته لكلامه، فأعجب شن بها، فخطبها من أبيها فزوجه إياها، فحملها إلى أهله فلما عرف أهله بعقلها و دهائها
قالوا:_ " وافق شن طبقة " فذهبت مثلا.
و قال الأصمعي في تفسيره
إن الشن:_ هو الإناء من الجلد قد أصبح باليا فصنع له غطاء من جنسه فوافق الشن الطبقة التي عليه.
هل أعجبتكم القصة؟ و هل كنتم تعرفونها من قبل؟
دمتم في رعاية الله...