السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
مرحبا أعزائي أتمنى أن تكونوا بتمام الصحة والعافية...
مثل اليوم " خالف تذكر " أو " خالف تعرف " الصيغة الأشهر هو مثل شعبي شهير يتردد على ألسنة الكثير و خاصة عندما يريد شخص أن يميز نفسه بشئ مختلف عن غيره، أو يكون له رأي مخالف في مسألة ما، أو يطلق للدلالة على بعض الشخصيات التي تحب أن تخالف السير أو الطريق المعهود لكل الناس و تسلك طريقا آخر لهدف الشهرة أو لفت الأنظار أو أي سبب آخر، و لكن هذا المثل محرف من مقولة
" خالف تذكر " التي لها أصل في تاريخ العرب.
من أول من قال هذا المثل؟
و أول من قال ذلك هو " الحطيئة " و كان قد أتى الكوفة فلقي رجلا فقال له:_ دلني على مفتي رأيه صائب في البلدة "
فقال له الرجل:_ " عليك بعتيبة بن النهاس العجلي "
فمضى نحو داره فصادفه، فقال الحطيئة:_ " أنت عتيبة؟ " قال :_ " لا "
فقال :_ " أنت عتاب ؟ " فقال:_ " لا "
فقال له الحطيئة:_ " إن اسمك شبيه بذلك "
فقال:_ " نعم أنا العتيبة فمن أنت؟ "
فقال:_ أنا جرول أبو مليكية " فلم يعرفه فقال له:_
" أنا الحطيئة "
فعرفه و رحب به، قال الحطيئة:_ " فحدثني عن أشعر الناس من هو؟ "
فقال:_ " أنت "
قال الحطيئة :_ " خالف تذكر "
" بل أشعر مني الذي يقول:_ "
" و من يجعل المعروف من دون عرضه يفره، و من لا يتقي الشتم يشتم، و من يكن ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغنى عنه و يذمم "
قال:_ " صدقت فما حاجتك؟ "
قال :_ " ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني "
و كان عتيبة يرتدي ثياب فخمة فدعا خادمه يأتي له بثياب و خلع ثيابه التي كان يرتديها فدفعها للحطيئة، و لكن عتيبة كان يعلم أن الحطيئة يريد منه شيئا آخر فقال له:_ " و ما حاجتك أيضا؟ "
فرد عليه قائلا:_ " أريد لأهلي حبا و تمرا و كسوة "
فدعا عتيبة أعوانه و أمرهم أن يمدوه بكسوة أهله، فقال الحطيئة:_ " العود أحمد "
و خرج من عنده و هو يقول :_ " سئلت فلم تبخل و لم تعط طائلا فسيان لا ذم عليك و لا حمد "
هذه كانت قصة هذا المثل... أخبروني برأيكم بالقصة؟ و هل كنتم تعرفونها من قبل؟
** لمتابعة المنشور السابق **
دمتم في أمان الله و رعايته...