حقيقة الخوف ... the truth of fear
يأتي الخوف في الاساس إما من موقف حدث معنا ونخشى حدوثة مرة أخرى
و إما من موقف يحدث أمامنا الان, أما الاسوأ هو الخوف من المجهول فعندما
نخاف من حدث معيّن يكون هتالك حد ومستوى معين لخوفنا أما المجهول فلا حدود له
ولكن, من أين يأتي الخوف وكيف يحدث لنا ؟!
ربما يعتقد الكثير منّا ان الخوف هو مجرد شعور بداخلنا وأنه صفة من شخصيتنا
وأن الانسان الذي يخاف بشكل مفرط هو شخص جبان,.. ولكن ليس تماماً,...
إن السبب الرئيسي الذي يسبب الخوف لنا هو قسم موجود في دماغنا ويعمل
على ارسال اشارات الخوف ويسمى " اللوزة الماغية . Amygdala " فعند
الشعور بالخطر تقوم اللوزة الدماغية بتفعيل الاشارات للعقل فيقوم بمحاكاة
هذه الاشارات فتتوسع بؤرة العين وتقوى حاسة السمع بشكل كبير وهذا سبب
سماع اخفض الاصوات في حالة الخوف وهذا سبب تلفّت الشخص الذي يشعر
بالخوف في كل الاتجاهات بشكل كبير,.. ثم تغلق الاوعية الدموية وتتدفق الطاقة
إلى الاطراف بحيث يكون العقل قد فعّل حالة " fight or flight " مما يزيد من
سرعة الجسم وقوته وردة فعله .. أمّا عن سبب أنه لماذا هنالك أشخاص أقل
خوفا من غيرهم مع أن اللوزة موجودة في الدماغ مسبقاً.,,
وطبعا ليس هذا لان الاخرين أكثر شجاعة بل ايضا لأن اللوزة يختلف نشاطها
من شخص لآخر فكلما كان نشاطها أقل كان الخوف أقل حدوثاً,, وهنالك أشخاص
اللوزة الدماغية ليست نشطة لديهم أبدا, وهذا يفسر كيف ان متسلقي الجبال بعضهم
يتسلق بلا حبال امان, لأن الخوف ليس موجودا أساساً .
أمّا من كان يشعر أنه ضحية الخوف لديه بسبب أن اللوزة نشطة لديه بشكل
كبير فهنالك أمر أقوى من اللوزة الدماغية وهو " الاعتقاد " ... الاعتقاد هو أمر
له تأثير هائل على حياتنا بإختصار " من كان يعتقد أنه سوف يموت فإنه سوف
يموت من الاعتقاد " هذه هي قوة الاعتقاد بدون مبالغة ..
مهما كان الامر الذي يخيفنا وقد سبب عقدة لنا سواء كان شيء نجهله
أو موقف حصل معنا أو الظلام في الاماكن الخاوية وهومنبع الخوف الاكبر
فلنسأل أنفسنا مالذي يخيفنا في هذه الامور ولنرجع من البداية كيف تشكل
هذا الوهم لدينا,.. نعم كل مايخيفنا هو وهم بنيناه في عقلنا وترسخ في اعتقادنا
والمفتاح هو اعادة النظر في هذا الخوف والتعامل معه والانصات لصوتنا
والتنفس ببطئ واستدراك الامور من حولنا فنحن فقط لو نظرنا بوضوح ليس
هتالك من شيء ملموس وانما كنّا محاصرين داخل عقلنا وعندما نرجع بذكرياتنا
عمّا يخيفنا أو نبني صوراً في مخيلتنا فإن عقلنا لن يلاحظ الفرق فالخطر لديه
هو خطر ويجب التعامل معه فهو لا يلحظ الفرق بين الواقع والوهم ...
لنفكر من جديد # وراء كل شيء تفسير . الموضوع القادم : تخاطر الأفكار 19#
هذه مواضيع متعلقة ..
خدعة العقل #9 العقدة والاعتقاد