التلفاز وما ادراك ما التلفاز
بسم الله نبدأ على بركة الله ❤️(:
بدأت علاقة التلفاز مع رمضان منذ ثلاثين عاماً تقريباً..عندها كانت البرامج موجه بكل مواضيعها لخدمة الشهر الكريم..
برنامج طبي عن فوائد الصيام..برنامج ديني يزيد من روحانية رمضان..مسابقات بين حفظة القرآن..وبرامج للطبخ والحلويات تخدم الام و تعينها وتساعدها في اعداد مائدة الافطار.. وبرامج اطفال دينية عن الرسل والانبياء..و عند المساء فوازير ممتعة ومسلية ..تدور اسئلتها وفوازيرها حول الصيام وعاداته وتقاليده في كل بلد..ومسلسلات دينية وتاريخية عن شخصيات بارزة في العالم الاسلامي..
حينها ارتبطت الناس والاطفال به ارتبطاً وثيقاً و عكفت على متابعة برامجه بشغف ..واستمتعت بمحتواها لغناها واستقامتها من جهة..ولثقة المجتمع في ذلك الزمان بالاعلام من جهة اخرى..او بصورة أدق ..لنظافة ونقاء المجتمع والاعلام على حد سواء..وثبات القيم والدين وسمو الاخلاق..
اما الآن وما يُعرض على الشاشات بكل القنوات العربية وبكل أسف..جعلت من التلفاز في رمضان أكبر مصيبة..وأخطر سلاحاً..واعظم ابتلاء..لكثرة العنف والتشويه و البرامج الفاسدة الموجهة وبكل وضوح وبشكل صارخ لافراغ محتوى رمضان الروحاني وابعاد الصائم وبكل ما اوتوا من قوة عن معنى وفضل وثواب الشهر الكريم...
وذلك بتسهيل الحرام ..ونشر المفاسد و التباهي بالمحرمات على العلن ..وتشجيعها..بل و ايجاد المبررات لارتكابها..وجعل الباطل حق والحق باطل..والتسلل واللعب بأساسيات المجتمع الاخلاقية..ناهيكم عن برامج اذلال الناس والضحك على انسانيتهم اولاً..وعلى عقولهم ثانياً..وبرامج المسابقات التي تعتمد على المراهنة والمقامرة..والكثير الكثير من المفاسد والشبهات والمحرمات..
ففي كل سنة نشهد انحدار برامج هذه القنوات الى مستوى اخفض..لتغوص في مستنقعٍ اسوأ..وتتلاعب بخيوط المجتمع الاساسية على نحوٍ خطير ..والتي سنحصد ثمارها العفنة قريباً..
لم يعد لرمضان حرمة ..ولا للسهرات العائلية أية اعتبار..فالعنف والاباحية والمحرمات تعرض على مدار الساعة دون مرعاة للاطفال ..بل والانكى من ذلك هو اعلانات "بروموهات" المسلسلات التي تُعرض في فقرة برامج الاطفال ..وتشوه عقولهم البريئة..ناهيكم عن التشويه المتعّمد لصورة الدين بكل اشكالها..والصاقها بالتتطرف بشكل فاضح..وإظهار المنحلّ اخلاقياً ودينياً بمظهر المتحضر والمعتدل..
ولم يكتفوا فقط بتشويه المجتمع وعاداته وثقافته في عصرنا الحالي بل لجئوا وبكل وقاحة الى تاريخينا المضيء..والمليء بالشخصيات والمواقع البطولية..وتمعّنوا في تشويه الاحداث ..وذلك بإلقاء الضوء على سلبيات المجتمع آنذاك..والمرور على الجوانب المضيئة مروراً خجولاً..فتلاعبوا بشخصياته العظيمة وشوهوها بدعوى تناسب السياق الدرامي..لشد المشاهدين وجذب المتابعين ..وتحقيق الارباح الضخمة...
والكثير الكثير من الافكار السامة..والمسلسلات المنحلة..والبرامج الهابطة..اللهم الا ما ندر..فإلى أي حدّ سيقفون..والى أي منحدر سيهبطون في السنوات القادمة..والى متى سنبقى مكتوفي الأيدي أمام هذه السموم الفتاكة..التي تتدخل بيوتنا عنوةً .. وتنتهك حرمته ..و تتسلل الى عقول أطفالنا..وتلوث عقائدهم ..والتي لا تقلّ خطورتها وتأثيرها عن مخاطر الحروب والامراض الخبيثة..
فاذا كان ندائنا لا صدى له..والموجة اكبر من ان نقف في وجهها.. فأقل ما يمكننا فعله..وأضعف الايمان..ان نغلق هذا الجهاز اللعين طيلة رمضان..ونفك الارتباط الوثيق بينه وبين الشهر الفضيل..لتبقى انواره الروحانية نقية..ساحرة..لا تصلها ايدي العابثين الفاسدين..
اعتذر على الطويل
ودمتم برعاية الله... ❤️(: