سلامٌ من اللَّه عليكم أحبتي في اللَّه :
تعلم اللغات في وقتنا الحالي من أهم أدوات التميز ومن أهم المهارات التي تفتح مجالات عدة للعمل والسفر واكتساب خبرات جديدة، كما هو الحال بالنسبة لبعض المهارات الأخرى؛ مثل تعلم لغة البرمجة والتصميم الجرافيكي والتصوير الفوتوغرافي والتسويق الإلكتروني. فأصحاب تلك المهارات يتمكنون من العمل في أي مكان حتى من منازلهم، وينشئون شركات افتراضية تدر عليهم مكاسب مادية مرضية إلى حد كبير، كما أنهم يحققون مكاسب عملية مرموقة ويكتسبون شهرة على منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية أكثر بكثير من غيرهم في العالم المادي.
أصبح تعلم تلك المهارات أمرا مغريا للكثيرين وتزداد الرغبة في خوض تلك التجربة في كثير من البلدان والمجتمعات، بالإضافة إلى تعلم اللغات الذي أصبح يوفر فرص عمل رائعة في مجال الترجمة والتدوين والتدريس؛ وأصبحت له منصات غنية بالمصادر والأدوات التي تُمكن أي شخص أن يساهم في تعليم لغته الأم لكل من يهتم بتعلُمها كما أن تلك المنصات تمكنه أيضا من تعليم أي لغة أخرى تعلَّمَها وأصبح يتقنها بدرجة تسمح له تمريرها للآخرين ولا يشترط في ذلك حصوله على شهادات أكاديمية أو معوقات رسمية، فقط بإظهار إتقانه للغة واتباعه الأساليب المشوقة في العرض وتحبيب المتلقي في التعلُم يصبح معلما محترف وله متابعين من كل أنحاء العالم يصلون له بكبسة زر.
إذا كنت بصدد تعلم لغة جديدة دعني أخبرك أمراً :
إن قررت أن تبدأ في تعلم لغة جديدة فهنيئا لك أبارك لك هذه الخطوة الرائعة وأدعو لك بالٕاستمرار والنجاح وإليك ما يمكنه أن يساعدك على ذلك.
– ليس هناك سن معين لتبدأ في تعلم لغة جديدة يكفيك أن تقرر ويكون لديك حس المبادرة والإصرار، وإن كان سن الطفولة هو فرصة رائعة لتعلم اللغات وإتقانها وتحدثها بطلاقة ولكن كل الأوقات هي وقتك فما لا يدرك كله لا يترك كله.
– عليك أن تحدد هدفك بدقة من تعلم لغة جديدة قبل أن تبدأ، بتحديد الهدف ستسهل عليك المهمة وتزيد من شغفك وإصرارك على التعلم حتى لو كان هدفا بسيطا مثل أنك تتعلم لأنك تحب تعلم اللغات وتريد أن تضيف لملفات ذاكرتك لغة أخرى جديدة. عليك أيضا أن تضع خطة زمنية للتعلم وتحاول التدرج من مستوى لآخر حتى يمكنك معرفة مستواك ومتابعة وحصر إنجازك.
– ركز على التحدث لأن إتقان اللغات يعتمد بالدرجة الأولى على الكلام لذلك كن هادئ وصبور وجريء عند التحدث حتى لو كنت تتحدث بشكل خاطئ في أول الأمر، من الخطأ سيأتيك الصواب وسوف تعتاد الأمر بالتكرار والتجربة، قدرتك على التحدث ستحدد قدرتك على إتقان اللغة التي تتعلمها.
– إذا سافرت إلى بلد أجنبي وأردت تعلم لغة أهله لا تركز على اللهجة المحلية للمتحدثين الأصليين بل ركز على أصوات الحروف ونطق الكلمات بشكل صحيح وذلك يعتمد على القراءة وتلفظ الحروف الهجائية بشكل صحيح. المهم هو اكتسابك اللغة وليس اللهجة، لأن لهجتك المحلية سوف تظهر في حديثك لا محاله وذلك لا يعيبك في شيء تخيل أجنبيا يتحدث اللغة العربية بلهجته ولكن يتحدث بشكل صحيح لغويا فكم سيحظى على اعجابك! المهم هنا هو أن تفهم الناس ويفهموك وتتمكن من توصيل المعلومة والتعبير عن نفسك فلا تشغل بالك بإتقان اللهجات حتى لا تفقد ثقتك في نفسك وتبتعد عن هدفك الأساسي من تعلم اللغة وهذا لا يعني أنه من المستحيل اكتساب اللهجة ولكن ذلك يستغرق وقتا ويأتي بالتدريج والتدريب والاستماع.
– الاستماع هو من أهم مقومات تعلم اللغة وإتقان لهجة متحدثيها لذلك مع تعلمك للبناء اللغوي الصحيح ابدأ بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والأخبار سيساعدك ذلك كثيرا وستوفر عليك وقتا وجهد، وحاول أن تجد محيطا يمكنك من ممارسة ما تتعلمه كل يوم، حتى لو كنت تتعلم ذاتيا أو عن طريق الإنترنت دون معلم من بلدك ولم تسافر، حاول البحث عن الأصدقاء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات تبادل اللغات سيفيدك ذلك كثيرا وقد تحصل أيضا على عمل من ذلك التبادل فقد يكون هناك من هو مهتم بلغتك ويريد تعلمها أيضا.
– بعد قضاء وقتا جيدا في التعلم واجتيازك لمستوى المبتدئين الذي يمكنك من تمييز الحروف وتلفظها بشكل صحيح وكذلك اكتساب مهارة القراءة، حاول أن تشاهد المسلسلات والبرامج بدون ترجمة وركز على الكلمات المتكررة الاستخدام وحاول إيجادها في القاموس، ذلك يساعدك على عدم نسيانها؛ بإمكانك أيضا كتابتها على أوراق ملونة وترميزها ثم إلصاقها حولك في مكان تراه عينك (Flashcard) ، حتى تحفظها وتثبت في ذاكرتك وسيكون من السهل عليك استذكارها عند الحاجة لها.
– عند حفظك للكلمات الجديدة ضعها في جمل واحفظ الجمل والقوالب المستخدمة يوميا. لكل لغة عدد معين من الكلمات مستخدم بشكل يومي بين الناس ويتكرر بشكل أساسي، إبدأ به حتى يزيد حصيلتك اللغوية ويعطيك الثقة في نفسك ويمكنك من إدارة حوار، تعلُم صيغة السؤال في البداية يساعدك على إقامة حوار جيد مع الآخرين. ركز على حصيلتك اللغوية وحافظة كلماتك.