لم أجد مكانا لكتلبة الوضعية لذا .....سأكتبها هنا إن لم تمانعي :
أدَّى الإختِلاطُ بين العرب وغيرهم من الأمم كالفرس والهِند واليونان لتطوُّر الحياة الفِكريَّة وظُهور طائفة من الشُّعَراء يَدعُونَ للتَّجديد في القصيدة العربية , فما الفرق بين القديم والجديد؟ .
عاش العرب قديما في العصر الجاهلي حياة البدو الرُّحَّل ناشِئينَ على الحياة القاسية الساذجة البسيطة , بينَ كُثبانِ الصحراء .
وتَغَلْغَلَ بين ثَنايا هذا العصر القصائد , التي ما اِنفَكَّ الشُّعَراء فيها الوُقوفَ على الأَطلال , فنرى قول امرؤ القيس :
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرى حبيبٍ ومَنْزِلِ بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فَحومَلِ
وقول عنترة بن شداد أيضا في مُعَلَّقَتِه :
يا دارَ عَبْلَةَ بالجِواَءِ تكَلَّــــــــــــــمي وَ عِمِي صباحاً دارَ عَبلةَ واِسلِمِي
حُيِّيْتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عُهْـــــــدُهُ أَقْوَى و أَقْفَرَ بعدَ أُمِّ الهَيْثَـــــــــــــــمِ
وتَرَعْرَعُوا وعاشوا في الخِيَمِ , واِرتَحَلُوا على الاِبِل " الجِمال" ليلاً ونَعَتوها , ووصفو الصَّحْراءَ بما فيها , وتَغَنَّوا في وصفِ الاِبِل والخِيَم , مُوَظِّفين كُلَّ هذا في قصائدهم .
-أمَّا عن العصر العباسي فقد عَرَفَ تطَوُّراً بارِزاً مَسَّ جَميع جوانب الحياة , لا سِيَمَا الجانِب الفِكري , وذلك راجِعُ إلى الحَرَكَةِ العِلمية التي حَصَلَت في هذا العصر.
ونشؤوا في القصور الشامخة وعاشوا بها حياةً مُترَفَةً لَيِّنَةً مُعَقَّدَة , ووصفوا الخمر ومجالسه والقصور والحدائق والبساتينَ التي تَنَعَّموا بها بعبارات سهلة اللغة بعيدة عن التعقيد , والابتعاد عن المقدمة الطللية , وكذا بجمالية في الصور البيانية التي تؤثِّر في السَّامِع , كقولِ أبي نَوَّاس :
ألا يا قصرُ قصرَ النوشجاني أرى بك بعدَ أهلك ما شجاني
-واستخدمو الشِّعر لدعوة الشعراء العرب الى التَّخَلِّي عن القديم والتَّحَلِّي بالصِّدق الفَنِّي من خلال وصف قصور العِراق وجَنَّاتِه , والتَّخَلِّي عن وصف الأطلال والبُكاء عليها .
فعادات العرب الجاهلية تعتبر قديما بنظر شعراء الفُرس , بينما حياة الفُرس بالعصر العباسي هي حياة الجديد الراقية بجميع جوانبها.
آسفة على الاطالة . واذا خرجت عن الموضوع فاخبريني لاكتب واحدة اخرى " بلا كذب لم اذكر مما قلتِه سوى القديم والجديد وتذكرت بان الرسائل على الشات تمحى "
بالتوفيق .