النظـر:
بينه كتاب الله المبين وءاياته البينات بقوله تعالى : ( ... رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ...) الأحزاب 19. وقوله تعالى : ( ... وتراهــــم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) الأعراف 198.
العيون تدور في مَحجرها ولكن العصب البصري لا يوصل، ولا يريدون أن يصل التيار إلى قلوبهم كي لا يفقهوا !.
ــ فمثلا ءاخر: قوله تعالى في ءاية رسول الله موسى ( عليه السلام ) إلــــى فرعون وملإه (وأدخل يدك في جيبك ) النمل 12. وقوله في الأعراف 108 ( ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ).لم يقل الله " فإذا هي بيضاء للمبصرين " !? لأن الذين يشهدون هذه الآية من الله سبحانه وتعالى، ومن رسوله موسى ( عليه السلام )، لا ولن يعلموا سرّها !فمجرد نظــر– مبهوتين مندهشين !– فحسبهم النظر !
ــ وأما البصـر:
فهو حدة العين المفتّحة وإيصال التيار إلى الدماغ للتحليل وللإستجابة وهو بمعنى حدق: to gaze. جاء بيانه في قوله تعالى: الآية المتقدمة في النظر ( ... وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) الأعراف 198. وقوله تعالى في مشهد البعث والحشر حينما يرون الحقيقة التي لا مفرّ منها – بين يدي الله – عين اليقين ( ... فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) ق 22 لأنه كان جعل على عينيه في الحياة الدنيا غشاوة: ( إن الذين كفروا سواء عليهم ءانذرتهم أم لم تنذرهم لا يومنون ... وعلى أبصارهم غشاوة ...) البقرة 6/7. وجاء في محاولة سبر ملكوت السماوات والأرض : ( ... ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم أرجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) الملك 3/4 . كما جاء في ءاية الواقعة 83/ 85 ويونس 43.
ــ فمثلا ءاخر: فرعون ( لعنه الله ) حين نادى قومه بالإبصار لا بالنظر حيــــن قـال لهم : (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ) الزخرف 51، فهي حقيقة بالنسبة له ولقومه الذين استخفّــهم فأطاعوه وءامنوا به !ولذلك استعمل الإبصار لا النظر ( ... أفلا تبصرون ). والله اعلم
وفقك الله