السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
صياما مقبولا و إفطارا شهيا
اللهم انصر اخواننا في فلسطين وفي كل مكان
المخطط ليس واضحا , ولكن باختصار فإن من نسل سيدنا نوح عليه السلام وبالتحديد ابنه سام " أب العرب كما قلنا سابقا "
جاء هود وصالح عليهما السلام , تقريبا أبناء العم تقريبا
ومن هود عليه السلام جاء تارح" آذر " وهو والد إبراهيم عليه السلام
وكان لوط عليه السلام قريب سيدنا إبراهيم عليه السلام
وكل ماتبقى من الأنبياء فهم من نسل سيدنا إبراهيم , ولهذا سُمي " أبو الأنبياء "
لم يكن أب إبراهيم عليه السلام كافرا عاديا من عبدة الأصنام، بل كان كافرا متميزا يصنع بيديه تماثيل الآلهة. وقيل أن أباه مات قبل ولادته فرباه عمه، وكان له بمثابة الأب، وكان إبراهيم يدعوه بلفظ الأبوة، وقيل أن أباه لم يمت وكان آزر هو والده حقا، وقيل أن آزر اسم صنم اشتهر أبوه بصناعته.. ومهما يكن من أمر فقد ولد إبراهيم في هذه الأسرة.
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74)" الأنعام
انقسم الناس ل3 فئات في عصر إبراهيم عليه السلام :
فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية.
وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.
وفئة تعبد الملوك والحكام.
فهدى الله تعالى إبراهيم عليه السلام , فبدأ بالدعوة للحق ابتداءً من أبيه " الأقرب " وكان يدعوه باللين والرفق فيقول له : يا أبتِ
فلما أعرض ولم يُسلِم اعتزله عليه السلام , وهنا يذكر الله لنا أنه لا ينبغي أن نستغفر للكفار ولو كانو من الأقارب , يقول تعالى في سورة التوبة :
"مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ 113 وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ 114 "
ثم انتقل عليه السلام ليدعو قومه فقرر مواجهة عبدة النجوم منهم، فأعلن عندما رأى أحد الكواكب في الليل، أن هذا الكوكب ربه. ويبدو أن قومه اطمأنوا له، وحسبوا أنه يرفض عبادة التماثيل ويهوى عبادة الكواكب. غير أن إبراهيم ع كان يدخر لقومه مفاجأة مذهلة في الصباح. لقد أفل "غابَ" الكوكب الذي التحق بديانته بالأمس. وإبراهيم ع لا يحب الآفلين " أي أن الله لا يغيب عن عباده "
وفعل بالمثل للقمر والشمس
ولكنهم لم يؤمنوا وبقوا على كفرهم
"وَكَذَٰلِكَ نُرِىٓ إِبْرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ ٱلْءَافِلِينَ (76) فَلَمَّا رَءَا ٱلْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّى فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِى رَبِّى لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّآلِّينَ (77) فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّى هَٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يَٰقَوْمِ إِنِّى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّى وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ (79)" الأنعام
وفي حجته مع عبدة الأصنام فقد انتظر عليه السلام إلى أن غابوا في يوم من الأيام فحطم أصنامهم عدا كبير الأصنام تركه ووضع الفأس على كتفه
فلما عاد القوم وجدوا أصنامهم محطمة ذهبوا إلى إبراهيم عليه السلام ليسألوه عن هذا , فهم قد سمعوه من قبل يتوعد لأصنامهم
فقال لهم إبراهيم عليه السلام : إسألوا كبيرهم هذا لعله يعرف , ولو كانوا يعقلون لدافعوا عن أنفسهم
ولو كانوا ينفعون أو يضرون لنفعوا أنفسهم ودفعوا عنهم الضر
ورغم أن حجته كانت مقنعة , إلا أنهم أصرّوا على الكفر
"وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَٰهِيمَ رُشْدَهُۥ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِىٓ أَنتُمْ لَهَا عَٰكِفُونَ (52) قَالُوا۟ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَٰبِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوٓا۟ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللَّٰعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ٱلَّذِى فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ (56) وَتَٱللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَٰمَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا۟ مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا۟ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (59) قَالُوا۟ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبْرَٰهِيمُ (60) قَالُوا۟ فَأْتُوا۟ بِهِۦ عَلَىٰٓ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوٓا۟ ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَا يَٰٓإِبْرَٰهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَسْـَٔلُوهُمْ إِن كَانُوا۟ يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْـًٔا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)" الأنبياء
فبدأ القوم يجهزون له ليكيدو به , وجمعوا حطبا كثيرا و أشعلوا نارا عظيمة , وألقوا إبراهيم عليه السلام فيها فقال : حسبي الله ونعم الوكيل
فكان له الله خير وكيل وأمر النار أن تكون بردا وسلاما ولا تؤذيه عليه السلام
وتلك معجزة أخرى من المفترض أن يقتنع لها القوم
"قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓا۟ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ (68) قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ (69)" الأنبياء
وكان عليه السلام يعتمد في إقناع القوم على الحجة والمناظرة , حيث ناظر النمرود"ووعبدته" بأن الله يحيي ويميت
فقال النمرود بأنه يحيي ويميت , بأن يأتي برجلين حُكم عليهما بالقتل , فيقتل أحدها ويعفو عن الآخر
فقال إبراهيم عليه السلام بأن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب "أي يأتي بها وقت الغروب " فبُهت الذي كفر " وسكت " لأنه لا أجد غير الله يستطيع أن يفعل هذا
هذه من بين قصص سيدنا إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم
ومما يلفت الإنتباه إلى مواضع ذِكره هي أدعيته , ففي سورة الشعراء يقول تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام :
"وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) " أي : واجعل لي ذكرا جميلا بعدي أذكر به ، ويقتدى بي في الخير
فاستجاب له تعالى حيث قال في سورة الصافات : " وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109)"
يقول تعالى ذكره: وأبقينا عليه فيمن بعده إلى يوم القيامة ثناءً حسنا.
وقد فعل الله ذلك إذ ليس أحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو يصلي على إبراهيم وخاصة في الصلوات ، وعلى المنابر التي هي أفضل الحالات وأفضل الدرجات . والصلاة دعاء بالرحمة . والمراد ب " اللسان " القول ، وأصله جارحة الكلام .
وهنا تظهر أهمية الدعاء , و أنه لا ينبغي أن نخجل من الله تعالى في الدعاء فهو من قال :"ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" لم يقل نبي ولا قارئ قرآن ولا صائم , بل قال ادعوني بصفة عامة
وكان عليه السلام أول من أول من سمانا مسلمين
"...مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ..." الحج
وأول من أكرم الضيوف , وفي هذا بإذن الله منشور آخر لطول المنشور
يُتبع ...
هذا والله تعالى أدرى وأعلم