السلام عليكم
صياما مقبولا و إفطارا شهيا 
اللهم انصر اخواننا في فلسطين وفي كل بقاع الأرض
... بعد أن أهلك الله تعالى قوم عاد الذين سكنوا الصحراء , جاء قوم بعدهم كانوا من أمهر المهندسين المعماريين , فقد نحتوا الجبال وجعلوا منها بيوتا ومساكن آمنة
أما الحِجر فهي القرية التي وقع فيها العذاب كما ورد في القرآن الكريم أو ما يُسمّى بمدائن صالح، تقع بين الحجاز وتبوك، أو الشام،
و يُذكر أنّ النبي -صلى الله عليه و سلم - لما مر بالحجر أثناء خروجهم لغزوة تبوك قال لأصحابه: «لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ حَذَرًا، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ»، ثُمَّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتَّى خَلَّفَهَا.
إنهم قوم ثمود , عرب سكنوا السهول و الجبال , وبالرغم من الخيرات التي أنعم الله بها عليهم إلا أنهم أشركوا به وعبدوا الأصنام , فأرسل الله تعالى لهم صالحا عليه السلام ليذكرهم بعبادة الله تعالى , فقال لهم اذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم عاد , لتتعضوا بما كان من أمرهم , و تعملوا بخلاف عملهم فلا يصيبكم ما أصابهم من عذاب اليم
فقالوا : بأن عادا كانوا يسكنون الخيام , ولذلك أهلكتهم الريح , أما نحن فنسكن جبالا لاتقدر عليها لا ريح ولا غيرها
"وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82)" سورة الحِجر
وكان صالح عليه السلام من المقربين من القوم , يتفق معهم , ولذا حاولو إيجاد عذر له وقالو أنت من المُسَحَّرين , أي أنك مسحور ولذلك تأمرنا أن نترك ما يعبد آباؤنا
و تحدوه إن كان نبيا حقا فليخرج لهم من الصخرة ناقة شروطها كذا وكذا , ومن بين الشروط أن تكون ضخمة وحاملا وذات حليب وفير
فقال : هل تعاهدونني إن جئتكم بها أن تؤمنوا
فعاهدوه
فدعا ربه فأخرجها الله لهم من الصخرة , وكان من شأنها أن لها شرب يوم ولقومه شرب يوم، وفي يوم شربها يشربون من لبنها, وقال لهم لا تمسوها بسوء فيصيبكم عذاب الله
أي أن في يوم يشربون هم من النهر وهي لا تشرب , وفي اليوم الموالي تشرب هي ومحرم عليهم الشراب من النهر , وليشربوا من لبنها بدل ذلك ,
"قَالُوٓا۟ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ (153) مَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِـَٔايَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ (154) قَالَ هَٰذِهِۦ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)"
وكانت الناقة اختبارا من الله لهم لينظر ماذا يعملون
"إِنَّا مُرْسِلُوا۟ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌۢ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا۟ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ(29)" القمر
, فآمن كثير منهم , ولكن البعض الآخر نكروا هذا واتهموه بالسحر , واتفقوا أن يعقروا الناقة أي يقتلوها , واتخذوا عذرهم بأنهم سيرتاحون منها ويكون ماء النهر لهم وحدهم ...وزين لهم الشيطان ما كانو يعملون
"فَعَقَرُوا۟ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْا۟ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا۟ يَٰصَٰلِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ (77)" الأعراف
واتفق على قتلها 9 من كبار القوم , ويُقال أن صغيرها هرب إلى الجبل وقيل أنهم قتلوه والله أعلم
فقال لهم صالح عليه السلام أن ينتظروا عذاب الله في 3 أيام القادمة, ففي اليوم الأول ستصبح وجوههم صفراء , وفي الثاني حمراء , وفي الثالث سوداء وسيأخذهم الله بعذاب أليم
فقالو : إنه ساحر ويهددنا , فلنقتلنه وأهله ليلا وهم نائمون , ونتظاهر بأننا لا نعرف عن قتله شيئا إن طالبنا أولياؤه بدمه
"وَكَانَ فِے اِ۬لْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٖ يُفْسِدُونَ فِے اِ۬لَارْضِ وَلَا يُصْلِحُونَۖ (50) قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهْلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدْنَا مُهْلَكَ أَهْلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَۖ (51) وَمَكَرُواْ مَكْراٗ وَمَكَرْنَا مَكْراٗ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَۖ (52)"
فنجاه الله وأهلك النفر الذين أرادو قتله بأنْ أرسل عليهم حجارة أهلكتهم قبل قومهم
وتحقق ماقاله صالح عليه السلام
"فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا۟ فِى دَارِكُمْ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَٰلِحًا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا۟ فِى دِيَٰرِهِمْ جَٰثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا۟ فِيهَآ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَا۟ كَفَرُوا۟ رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ (68)" (هود)
فجاءتهم صيحة من فوقهم و رجفة من أسفلهم فأهلكهم الله , وقال : كأن لم يغنَوا فيها : أي كأن لم يلبثوا فيها ولا ساعة .
وتلك عاد وثمود أُهلكوا بما عصوا الله ورُسله
هذا والله تعالى أدرى و أعلم