السلام عليكم
الغزَّال الألثغ
هو واصل بن عطاء أحد أئمة المسلمين و كان تلميذاً لمحمد بن الحنفية , عند اعتزاله لحلقة الحسن البصري قال عنه :" اعتزلنا واصل ", فسميت فرقته المعتزلة .
كان خطيبا ألثغاً , أي لاينطق الراء
لذا عزم أن يتقن العربية بحيث يقدر على تجنب حرف الراء في جميع كلامه
قال فيه الشاعر :
ويجعل البُرَّ قمحًا في تصرُّفه *** وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يطق مطرا والقول يعجله *** فعاذ بالغيث إشفاقا من المطــر
وعندما أراد الحُساد إحراجه أمام الوالي ووفد من العلماء , طلبو منه أن يلقي خطبة لم يُحظّر لها مسبقا , فارتجل خطبته الشهيرة التي خلت من حرف الراء , فمثلا بدل أن يقول " باسم الله الرحمان الرحيم " قال : " الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه..."
ويحكى أنه كان يوما قائما بين القوم يكلمهم، فدفع إليه أحدهم ورقة فيها رسالة، وطلب منه أن يقرأها على القوم. فنظر واصل إلى الورقة المكتوب فيها : “أمر أمير الأمراء، وزير الوزراء , بحفر بئر في الصحراء، يشرب منه الشارد و الوارد ”. فنظر واصل فيها ثم نطق : “ حكم حكيم الحكماء , على نديم النُدماء , بشق جُبٍ في البيداء , ليُسقى منه الغادي و البادي "
فأثبت بسرعة بديهته أنّ العقل ينطق وإن خاب اللسان
بالتوفيق للجميع