في الحلقة السابقة تحدثنا عن قوة العقد القاعدية المرتبطة بالعادة وعلاقتها بالذاكرة ان لم تشاهدها اضغط هنا ولتعرف ما هو سبب هذه القصص اضغط هنا، في هذه الحلقة سنتحدث عن تحفيز العقد للذكاء.. ليتسي جو
story #2 Basal vs Intelligence
1980 كان هنالك عالم في قسم الابحاث العلمية في جامعة ماساتشوستس كان شولتز متخصصا في علم الاعصاب وفيما مضى كانت ابحاثة منكبة على التجارب على عقول الفئران وكيف عمل ادمغتها وتجاوبها مع المكافئة ( طعام ) في ظروف متغيرة ولكن ماكان يلفت انتباهه دائما هو تجاوب ذكاء القردة مع هذا النظام وكيفية تطور قدراتها العقلية تجاوبا مع المكافأة مهما كانت الطريقة فقرر ان يحول اتجاهه للقردة وليس اي قردة بل القرود من نوعية ماكاك الاسيوية وتحديدا القرد جوليو صديقنا الذكي وبطل هذه القصة ..
قبل بدء التجارب والتدريب مع جوليو تم وضع قطب كهربائي رفيع في دماغ جوليو ليستطيع شولتز مراقبة مالذي يحصل في رأس جوليو وكيف يرفع من مهاراته العقلية في التعامل مع ظروف متغيرة تجاه نظام المكافئة وطبعا كانت القرود من نوع ماكاك تفضل مذاق عصير التفاح واخرى تفضل عصير البرتقال اما جوليو كان يفضل وبشدة مذاق عصير التوت وهذا كان مفتاح تحفيز عقله...
في البداية تم وضع جوليو في غرفة المختبر تحت اضاءة خافتة وتم وضعه على كرسي وربط اطرافه على اطراف ذلك الكرسي ماعدا يد واحدة ابقاها شولتز متحررة لأن جوليو سيحتاجها في غضون دقائق، قام شولتز بوضع مقبض متدل من الاعلى بمحاذاة جوليو بحيث تصل اليها يده وفي مواجهته شاشة الحاسوب وعليها اشكال مختلفة بالوان متعددة في كل مرة وتستمر في عرض هذه الاشكال على الشاشة لمدة دقائق في حين كان كل مايهم جوليو هو الفرار من الكرسي والذهاب للعب مع اصدقائه ( وطبعا صحابه كانو واقفين برا بيتريقوا عليه " ابو الصحاب اعدام واللا ايه " :) دي من عندي طبعا من الكيس يعني )، وعندما رأى شولتز اهتمام جوليو المنعدم قام باسقاط بضع قطرات من عصير التوت على شفتيه عن طريق لمس المقبض ذاته ونظر الى الشاشة ولاحظ تغيرا طفيفا في نشاط دماغه، ثم بدأ مجددا في تشغيل الاشكال على شاشة الحاسب فهدأ جوليو وبدأ يلتفت ويضع وجهه في الشاشة مرارا وتكرار ثم ضغط شولتز على المقبض وطبعا بضع قطرات وتغير في نشاط الدماغ وبعد ايام ومحاولات بدأ سلوك جوليو في التغير فكان عندما يجلس على الكرسي يهدأ تماما وينظر بكل حماس لشاشة الحاسب منتظرا ظهور الاشكال ذاتها وعندما قام شولتز بتشغيل الحاسب وفور ظهور الاشكال على الشاشة قام جوليو هذه المرة بلمس الرافعة وفتح فمه مستقبلا المكافأة المنتظرة ومع التكرار غدا الامر بديهيا عند جوليو وبلا ادنى تفكير وفي السابق كان نشاط دماغ جوليو بالارتفاع عند حصوله على العصير اما الان فبمجرد رؤيته للاشكال تبدأ الموشرات بالارتفاع بشكل مذهل...
ولكن شولتز لم يكتف بهذا وكان يريد الوصول الى مستويات اعلى ليرى مالذي بإمكان جوليو القرد الوصول اليه، وبينما غدت طريقة مقبض الرافعة بديهية لدى جوليو وبمجرد ظهور الاشكال على الشاشة يلمس المقبض ويستلم المكافأة ( وطبعا كان بامكان جوليو الحصول على العصير دون ظهور اشكال على الشاشة ولكن هذا سيخالف حلقة العاده وهذا موضوع القصة الثالثة )، فبدأ شولتز بتخفيف العصير او تغيير نوعه مما كان يغضب جوليو، ولكن شولتز اتاح له ميزة اخرى تمكنه من الحصول على المكافأة المنتظرة وليس الماء وهذا عن طريق وصل دماغ جوليو بخوذة تقرأ مايدور في رأس جوليو وكل ردود الفعل في دماغه تعكس حركات معينة على الشاشة، وضع شولتز برنامجا على الحاسب ووصل بين خوذة جوليو والنقطة على الشاشة فكانت كل فكرة في دماغه تحرك هذه النقطة في اتجاه معين وعند التقاء النقطة بالنقطة الاخرى في منتصف الشاشة كانت تسقط نقطة عصير في فم جوليو، ( الخوذة تستطيع قراءة الافكار لان افكارنا تصعد خارج رؤوسنا، ان كنت ترغب ان تعرف عنها اكثر اقرأ لنفكر 19#)،،
ومرة بعد اخرى وبعد محاولات بدأ جوليو بفهم انماط الوصول الى افكاره وتسخيرها على الشاشة فكان يطمس رأسه في الشاشة ويقوم بعمل اشكال غريبة في ملامح وجهه بينما يحرك النقطة على الشاشة وصولا الى التقاء النقطتين والحصول على المكافئة وكل هذا عن طريق التركيز على افكاره...
كيف وصل جوليو القرد الى هذا المستوى من الاستيعاب والذكاء والتركيز ؟؟!
تقوم العقد القاعدية بتخزين الانماط ذات التاثير والمقصود بهذا الثاثير هو شعور جوليو بالسعادة عند تذوقه عصير التوت فتقوم العقد بربط السعادة بالنمط الذي يفضي الى وصول العصير الى فم جوليو ( المكافأة ) وهذا حصل مع العم يوجين سابقا عنما تمكن من اختيار البطاقات التي تحوي كلمة Right فكلما كان يسحب البطاقة الصحيحه كان من شأن هذا ان يحفز عقله ليحصل على المزيد، وهذا مايسمى بحلقة العادة...
القصة القادمة : Basal vs Decisions 3#
لنفكر من جديد #