قبل أكثر من مئة عام لم يكن الشكل المعتاد و الذي نعرفه اليوم عن تركيب الخلايا العصبية قد تم اكتشافه.
نظرا لوجود تقنيات حديثة في العصر الحالي فلقد أصبح بامكاننا القاء نظرة عن قرب داخل أكثر الأجهزة المعقدة التي عرفها الإنسان انه "الدماغ"
و لكي نفهم القصة يجب أن نرجع قليلا إلى الوراء حيث بدأ كل شئ.
A Brief History
اعتقد العلماء في الماضي أن الجهاز العصبي مكون من نسيج عصبي متصل و مترابط و الذي يمتد بطول جسد، و قد أيد هذه النظرية العديد من العلماء.
و السبب وراء هذا الاعتقاد كان لعدم قدرة العلماء و الدارسين للدماغ من تحديد على وجه الدقة التركيب التشرحي للخلايا العصبية، فلقد كان النسيج العصبي على عكس أي نوع خلايا أخرى في الجسم مترابطا بشكل منعنا من رؤية تركيب الخلية العصبية عبر المنظار الضوئي العادي.
في عام 1873، نشر الطبيب و العالم الإيطالي
Camillo Golgi, أول صورة دقيقة عرفت في ذلك الوقت للنسيج العصبي، باستخدام تقنيته المشهورة و التي عرفت باسم The Black Reaction
و تم تغيير الاسم فيما بعد إلى
Golgi's stain, Golgi's method
تكريما لمجهوداته.
يستخدم Black reaction, مواد كيميائية سامة للغاية،
1. Potassium Chromate
كرومات البوتاسيوم.
2. Silver Nitrate
نترات الفضة.
و يؤدي التفاعل إلى تصلب الأنسجة و ترك بعض البقع السوداء على بعض من أقسامها.
عندما يتم قطع النسيج ووضعه على شريحة من أجل الفحص، فإن بعض الخلايا العصبية تكون ملطخة باللون الأسود، مما يظهر لنا المحاور و الزوائد الشجرية و التي تعد من ضمن الاجزاء الرئيسية للخلية العصبية.
و لكن مما أثار تساؤل العلماء عندما استخدموا هذه التقنية انه و بطريقة ما هذه التقنية تؤثر فقط على بعض من خلايا الدماغ و ليس جميعها و لكن فقط الخلايا الفردية ، بينما البعض الآخر لا يتأثر بهذا التفاعل، و لا تزال تقنية جولجي إلى يومنا هذا يحيط بها بعض الغموض لعدم تمكننا من معرفة سبب عدم تأثر بعض من خلايا الدماغ بها.
أحدثت تقنية جولجي ثورة كبيرة في مجال علم الأحياء، و منحت العلماء الفرصة لرؤية الخلايا العصبية بكامل الوضوح.
و بعد فترة ظهر أحد أهم المنافسين العلميين لجولجي و هو
Santiago Ramón y Cajal
و هو طبيب اسباني، تحدى Cajal أفكار Golgi بجدية، فلقد كان Golgi يميل إلى النظرية التي تحدثنا عنها في البداية، و لكن Cajal كان له رأي آخر.
لم يكن سانتياغو و هذا وفقا لما ذكر في سيرته الذاتية يميل إلى المجال العلمي، و لكنه كان يتمتع بمهارات فنية رائعة، و كان يرغب في أن يكون فنانا، و لكن انتهى به المطاف في دراسة علم التشريح، و بعدها أصبح مهتما بعلم الأنسجة، ( و هو العلم المختص بدراسة الهياكل المجهرية في الأنسجة).
زاد اهتمام سانتياغو كثيرا بتقنية جولجي الجديدة، و استخدمها في القيام بابحاثه، و لقد أعجب و بشدة بالعالم الدقيق و المعقد لاجسام الخلايا العصبية الذي رآه خلال مجهره.
لدرجة انه يقضي ساعات طويلة في رسم كل شئ يراه و من هنا وجدت موهبته طريقها للظهور مجددا و بقيت اعماله إلى يومنا هذا تثير دهشة و اعجاب كل من يراها.
و بعد فترة من الزمن قدم اكتشافه الصادم للعالم و هو أن الجهاز العصبي مثل بقية الجسم، يتكون من خلايا فريدة و منفصلة على عكس ما اعتقد البعض في ذلك الوقت و من ضمنهم جولجي.
و كان اول شخص يوضح الشكل الهيكلي المتعارف عليه اليوم عن الخلايا العصبية.
و نظرا لعدم قدرة Cajal على رؤية الروابط الفيزيائية بين الخلايا العصبية، استمر الجدال بين
Golgi, و Cajal حتى بقية حياتهما، و في خمسينيات القرن الماضي فقط عندما تم اختراع المجهر الإلكتروني، تمكن العلماء و اخيرا من الاقتراب أكثر من ذي قبل من المشبك العصبي، و اثبات أن بعض الخلايا العصبية كانت خلايا منفصلة.
كل من Cajal، Golgi قدما اكتشافات ثورية في هذا المجال و بسبب مساهماتهم في علم التشريح العصبي، فلقد حصلا معا على جائزة نوبل في عام 1906.
استمر Cajal في القيام بابحاثه العلمية و نشر المزيد من رسوماته في كتاب ضخم جدا شمل جميع أعماله الفنية.
و فيما يلي بعض من أعماله:
A lot of interesting topics are coming soon...
*...Stay tuned..*