السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اشتقت إليكم كثيرا والله
اتمنى ان تكونوا بالف خير❤
نبدأ على بركة الله:
هل سمعتم من قبل بظاهرة "خجل التاج"، هي ظاهرة تحدث بين الأشجار وكم تمنيت لو أنها تحدث بين البشر، ظاهرة خجل التاج هي ظاهرة غريبة حيث الأشجار تتحاشى لمس بعضها البعض -حيث تتجنب أوراقها وفروعها الطرفية التلامس مع أوراق وفروع أشجار أخرى بجوارها- وكأنها تخجل من بعضها أو كأنها لا تريد إيذاء أصدقائها الأشجار.
ومن الأسباب التي تجعل الأشجار تتميز علينا في هذه الظاهرة هي أنها تترك تلك الفراغات كي لا تصطدم ببعضها عند هبوب الرياح وكأنها تترك مسافة أمان بينها وبين أصدقائها الأشجار، وكم نحن بحاجة لمسافة أمان بيننا بحيث نتجنب الإصطدام ببعضنا أو على الأقل تكون الصدمة أخف والضرر قليل.
ومن الأسباب أيضا التي تجعل الأشجار تخجل من بعضها هي أنها تترك تلك الفراغات في الأعلى لكي تسمح بمرور الضوء إلى داخلها وكأنها تترك المجال للضوء ليضيء عتمتها وينير داخلها، وكم نحن بحاجة لترك قلوبنا اليوم مفتوحة ليتسرب الضوء والحب إلى داخلنا، وكم نحن بحاجة إلى من يهتم بنا ويترك المجال للضوء لينير عتمتنا ولا يكون السبب في حجب الشمس عنا.
ومن أهم الأسباب هو أنها تلجئ إلى ترك تلك الفراغات لتحمي نفسها من خطر العدوى وتحمي نفسها من الحشرات الضارة، والحشرات آكلة الأوراق، وكأنها لا تريد أن تأذي أصدقائها الأشجار بما يضرها، وكم نحن بحاجة إلى هذه الخاصية بحيث نكتم ولا نخبر من نحبهم عن ما يضرنا وما بنا من ألم حتى لا نكون السبب في حزنهم، وكم نحن بحاجة إلى أن نتعافى ونجبر أنفسنا وحدنا ليس لأننا لا نحب طلب المساعدة بل لأننا لا نحب أن يرانا أحد في لحظات إنكسارنا وحالات ضعفنا.
كم تمنيت أن يكون خجل التاج بين الناس، لكن للأسف لن تتحق أمنيتي، ومع ذلك يمكن أن نتعلم من الأشجار والنباتات، فماذا يا ترى تستطيع الأشجار أن تفعل؟ لنقتبس من أفعالها.
وكوصية في الأخير، في المرة المقبلة عندما تلتقي شجرة، عفوًا إنسان، فلتنتبه إلى ما تقوله أو تفعله، إذ يُمكن أن تجرح مشاعره دون أن تنتبه إلى ذلك!
.
.
.