اللغة هي الكلمة السحرية والسلاح الأمضى الذي حظي به الإنسان، فهي بالمرتبة الأولى أداة تواصل بين البشر، لكن اللغة العربيَّة لم تكن جسرَ عبور بين أبنائها الناطقين بها فحسْب، بل كانت وعاءً حمل ثقافتَهم وفنونَهم وأيامهم، ونقلتها من جيل إلى آخر ومن أمة لأخرى، وأسهمت إسهامًا كبيرًا في تلاقح ثقافتنا العربية مع الثقافات واللغات المجاورة في عملياتِ تأثيرٍ وتأثُّر ساعدت بشكلٍ من الأشكال في رسم تفاصيلَ مختلفةٍ لمناحي الحياة الاجتماعية والفكرية؛ إذ دخل الإنتاج اللغوي باللغة العربية في شتى مجالات الفكر والعلوم مؤلّفًا أو مترجمًا.
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع في كل أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كذلك فقد أبدعت بأشكالها المختلفة وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية وبخطوطها وفنونها النثرية والشعرية آياتٍ جمالية رائعة تأسر القلوب وتحظى بالألباب في ميادين متنوعة، وسادت العربية قرونًا طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب.
وفي إطار دعم تعدد اللغات والثقافات في الأمم المتحدة وتعزيزها، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي قرارًا عشية الاحتفال باليوم الدَّولي للغة الأم الاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وبناء عليه فقد تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول (ديسمبر) لكونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190 (د-28) المؤرخ 18 كانون الأول (ديسمبر) 1973 المعني بإدخال اللغة العربية في اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
والغرض من هذا اليوم إذكاءُ الوعي بتاريخ اللغة وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.
نحتفل اليوم في منظمة الباحثون السوريون باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار "سنعيد كتابةَ العلم بأبجدية عربية" احتفاءً باللغة ورغبةً في نشر العلم بين أبناء العربية بلغتهم.