السلام عليكم
كيف حالكم جميعا ؟
. السيفيات : هي قصائد المتنبي في مدح سيف الدولة و هي من أحسن إنتاجه الأدبي
المتنبّي :
هو أبو الطيّب أحمد بن الحسين المُتنبِّي، وُلِد في مدينة الكوفة سنة 303هـ، وهو الشاعر الذي ذاع صيته في القرن 10الميلاديّ،وقد تجاوزت أشعارُه المسافات، والأزمان لتصل إلى النفس العربيّة في كلّ مكان، وزمان،
عاش في زمنٍ مُضطرِب، ناهيك عن الأسى الذي خلَّفَته في نفسه بعض الأحداث في الحياة التي كان يعيشها، وقد انعكس ذلك على شعره؛ فلم يكن والده ذا شأن في تلك الفترة، أمّا والدته فقد تُوفِّيت في طفولته، إضافة إلى أنّه كان قد تربّى على يد جدّته التي تأثَّر بوفاتها، كما عُرِف عنه مدحه للأمراء، مثل سيف الدولة الحمدانيّ،
كان المُتنبِّي يعرف سيف الدولة قَبل أن يلتقيَه، حيث سمع الكثير عن أفضاله، ومحاسنه التي امتدَّت إلى خارج حلب، و تعرَّف إليه بواسطة أبي العشائر (ابن عمّ سيف الدولة، ووالي أنطاكية)، إذ عَرَض المُتنبِّي عليه أن يمدحه في شِعره، فرحَّبَ به سيف الدولة، وضمَّه إلى بلاطه، فكان من أخلص خُلَصائه، وانغمرَ في الحياة التي يعيشها سيف الدولة، وشاركه غزواته، وحروبه، بل كرَّس حياته مُدافعاً عنه ضِدّ أعدائه، ومَن يفترون عليه..
وقد نجحَ المُتنبِّي في الحصول على مكانة رفيعة في بلاط الأمير، ممّا أوغرَ عليه قلوب جُلسائه، وحُسَّاده، وكَثُرَ كارهوه، ومَن يحملون في قلوبهم الضغينة تجاهه...
وقد حاول حُسّادُه أمثال الشاعر أبو فراس الحمداني الإيقاع بينهما، ونجحوا في ذلك، فأحدثوا بينهما شِقاقاً وجفوة لم تَطُل بعدها إقامته بين ندمائه، حيث افتعل المُتنبِّي مُشاجَرة تافهة في البلاط، فلم ينتصر له سيف الدولة، ولم يأخذ له حقَّه، ممّا اعتبره المُتنبِّي خذلاناً له...
غادرَه إلى مصر ونزل عند أبي المسك كافور، وارتحل بعدها كثيرا إلى أن تُوفِّي مقتولاً انتقاماً منه لهجائه رجلاً يُدعى (ضبة)، حيث مات ابنه المحسد، وكلّ من كان برفقته في ذلك اليوم...
ومن أجمل قصائده قوله معاتبا سيف الدولة :
شَبِم : بارد , كناية عن برود مشاعره
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَةٌ وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ؟
سيعلُم الجمعُ ممن ضمَّ مجلسُنا بأنني خيرُ من تسعى به قَدَمُ أَنا
الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إِذا رأيتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
الخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
بالتوفيق للجميع ![smiley smiley](https://www.taleek.com/discussion/qa-plugin/wysiwyg-editor/ckeditor/plugins/smiley/images/regular_smile.png)