السلام عليكم
كيف حالكم ؟
اليوم سنتحدث قليلا عن الطرديات
وهي جمع طَرَدية , وهي القصائد التي يكون موضوعها الصيد , وهو فن نشأ في العصر الجاهلي , ونما و ترعرع في العصر العباسي .....
الطرد والصيد من الهوايات الراقية عند العرب، وخصوصاً بجوارح الطيور كالبزاة والصقور، ومن بدء تاريخ العرب المعروف وللطرد والصيد نصيب في فنهم الشعري، وقد كان حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - من أمهر الصيادين وأشدهم بأساً.
والشاعر أبو نواس طغت عليه صفة المجون حتى صار من رموزها وصار كثيرون لا يعروفون عنه غيرها، مع أنه من أكثر الشعراء إبداعاً في فن الطرديات، وقد كان لصحبته أُمراءَ بني العباسِ أثرٌ كبير في ذلك، لكنه أبدع فيها فعلاً.
وفي طرديات متعددة لأبي نواس نراه يصف كلاب الصيد وصفا دقيقًا مفصلاً، فهو يصف متونها أي ظهورها الطويلة التي تنساب انسياب الأفاعي، وبراثنها أي أظافرها التي تشبه الأمواس
يقول أبو نواس:
لما تبدى الصبحُ من حجابه
كطلعة الأشمط من جلبابه
وانعدل الليلُ إلى مآبه
هجنا بكلب طالما هجنا به
كأن متنيه لدى انسلابه
متنا شجاع لج في انسيابه
كأنما الأظفور في قنابه
موسى صناع رد في نصابه
ولا يترك أبو نواس جارحةً من جوارح كلب الصيد إلا وصفها، ولكنه يهتم اهتمامًا خاصًا بوصف سرعته، وفي الأبيات التالية نرى مصداق ذلك وهو يتحدث عن كلب اسمه "سِرْيَاح" :
ما البرقُ في ذِي عارضٍ لمَّاحِ
ولا انقضاض الكوكبِ المنصاحِ
ولا انبتاتُ الدلو بالمتاحِ
ولا انسيابُ الحوتِ بالمنداح
حينَ دَنَا من راحةِ السباح
أجَدّ في السرعة من "سرياح"
إلى اللقاء, لحين حلقتنا القادمة بإذن الله
بالتوفيق للجميع