السلام عليكم
كيف حالكم ؟
اليوم مع شاعر من العصر الجاهلي , من شعراء المعلقات بل تُعتَبَر معلقته المُذَهََّبَة بين نظيراتها
إنه عنترة بن شداد
وهو من أشهر فرسان العرب وأشعرهم، فهو شاعر المعلقات والمعروف بشعره الجميل وغزله العفيف بعبلة، وقد احتار العلماء باسمه فبعضهم يقول عنتر والبعض الآخر عنترة وذلك بسبب تعدد الفرضيات حول منشأ اسمه كشدة البأس أو للونه الأسود الذي يشبه بعض أنواع الذباب، لُقب بالفلحاء أيضًا لتشققٍ في شفته.
كانت أمه أَمَة "جارية " لدى والده , ولهذا ورث لون بشرتها الأسود
ولم يعترف به والده , بل ضل عبدا يرعى الإبل ويحلبها , إلى أن كبر واشتد ساعده فأصبح يشارك فرسان قبيلته بغزواتهم ضد القبائل الأخرى لحصد الغنائم , وبالرغم من كونه شجاعا صنديدا إلا أنه لم يُعامَل معاملة الحر النبيل , فذاق مرارة الحرمان وقرر ألا يًكُرَّ مجددا
- "كَرَّ عَلَى العَدُوِّ : حَمَلَ عَلَيْهِ وَهَجَمَ، اِنْقَضَّ"
بعد أن أغاروا على قبيلة طيء ولم يعطوه حصة الفارس بل حصة العبد من الغنائم
وفي هذه الأثناء أغارت طيء على بني عبس "قبيلة عنترة " لتثأر منها , فأبى عنترة أن يكر للدفاع عن بني عبس
وباختصار , مُسِح ببني عبس الأرض
فصاح والده بعنترة : كُرَّ يا عنترة
فرد: لايُحسِن العبد الكَرّ , إلاَّ الحِلاب و الصَّرّ
فقال له والده : كرّ وأنت حرّ
فكرَّ عنترة وهو يقول :
أنا الهَجِينُ عَنْتَرَةْ* كلُّ امرئٍ يَحْمِي حِرَه
فكان النصر حليف بني عبس ونال حريته وكرمته القبيلة
لكن لطالما كانت حياة عنترة الشخصية هي الجزء الأكبر والأهم في شهرته، حيثُ اشتُهِرَ بحبّه لابنة عمه "عبلة بنت مالك" ونظّمَ فيها أجمل قصائد الغزل والحب والعتبِ أحيانًا، إلا أنّنا إذا أردنا الخوض في حديث زواجهما أو ارتباطهما الرسمي فسنجد تناقضاتٍ في العديد من المصادر والمراجع والأحاديث المنقولة.
حيث أنه خطبها من عمه مالك ولكنه لم يرض تزورجها لأسود
فطلب منه مهرا مستحيلا , وهو 1000 من عصافير النعمان " يقصد نوق النُعمان
والنعمان ملك حوله الفُحُول من الرجال
فذهب عنترة وخاض الأهوال و المعارك , ذَبَّح نصف فرسان العرب , وأتى له بالمهر
ومع ذلك رفض تزويجهما
و يروى أنّ عنترة لم يحظَ بفرصة الزواج من عبلة وتزوّج الزيجات المذكورة سابقًا وانجبَ أولاده وظلَّ يحبّ عبلة وحاول إقناعها بالزواج ل40 سنة حتّى وفاته، أمّا عبلة فقد أُجبِرَت على الزواج من إحدى فرسان القبيلة.
وحتى إن أشهر بيتين من معلقة عنترة:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل ............ وبيض الهند تقطر من دمي
فودتت تقبيل السيوف لأنها .......... لمعت كبارق ثغرك المتبسم
أي أنه تذكرها في المعركة والرماح منتشرة في كل مكان والسيوف تصيبه ويتقطر دمه عليها ...ولمعان السيوف ذكره بابتسامتها المشرقة .
بالتوفيق للجميع