كان يا مكان، في أرض بعيدة كان هناك دولة شابة تدعى أمريكا، كانت أمريكا دولة قوية ومزدهرة. دولة حيث يوجد القليل
من الأغنياء والقليل من الفقراء، ولكن غالبية المواطنين كانوا في الوسط، ليسوا بأغنياء وليسوا بفقراء.
كان بمقدور ساعي بريد بسيط أن يشتري بيت، يتزوج ويتكفل بعائلته ربما حتي أن يدخل أطفاله الجامعة في يوم ما، كانت
المدارس جيدة والشوارع آمنه، كان المواطنين الأمريكيين يؤمنون بالمستقبل، كانوا جميعهم يدفعون الضرائب للحفاظ على
استمرارية الدولة. الفقير كان يدفع القليل من الضرائب، الطبقة الوسطى كانوا يدفعون كمية متوسطة والأغنياء كانوا
يدفعون الكمية الأكبر .
كان الجميع يعتقد أن هذا عادل، حتى يوم ما قرر فيه الأغنياء أنهم لم يكونوا بأغنياء بالدرجة الكافية ووجدوا طرق للتهرب
من الضرائب. كانت هناك ثغرات في قوانين الضرائب والتي استخدموها لإخفاء أموالهم. قاموا أيضاً بشراء الانتخابات
والتلاعب بالسياسات حتى يحتفظوا بأكبر قدر ممكن من الأموال. بكل هذه الثروة الإضافية الأغنياء أخذوا أموالهم وانشأوا
مصانع في بلاد فيها العمالة كانت رخيصة. بكل هذه الثروة الإضافية، الأغنياء أخذوا أموالهم وأنشأوا مصانع في بلاد فيها
العمالة كانت رخصيه ولم يكن للعمال أي حقوق بينما ازداد الأغنياء غنى، فقدت القوى العاملة الأمريكية القوة. الطبقة
الوسطى بدأت في الإختفاء والفجوة في الثروات أخذت في الاتساع .
لكي يبقوا الشعب الأمريكي تحت السيطرة، قاموا الأغنياء بشراء صحف، محطات الاذاعة والتليفزيون وقاموا ببث الرسائل
أن هذا كان في مصلحة المواطنين وان المال سيتدفق عليهم. في الوضع الحالي % 1 من السكان في القمة يمتلكون % 40
من مقدرات الدولة. والأن كيف سيكون ساعي البريد البسيط أن يتكفل بعائلته؟