قصة تعويذة
الجزء الثاني
بقلمي : علي محمد رسلان
لم يكن المكان غريبا عنها ولا زواره فقد توجهت مباشرة الى غرفة الانتظار أين تعودت ان تجلس وهي تحمل املها بالزواج والان تعود للمكان لتكمل مابدأته في سبيل حياة سعيدة ، جمعت مبلغ لابأس به من المال فقد بخلت على نفسها واهلها وبدلا من ان تقوم بصرفه في أشياء لا أهمية لها لابد ان تكمل مسيرتها في ان تكون احدى سيدات ذلك المنزل الراقي،الذي مازال يرفضها أهله ولا يتقبلون انها اصبحت كنتهم شاؤوا ام أبووا.
رائحة البخور تملأالمكان ، والنساء بين الداخلات والخارجات في قلب كل واحدة منهن حلم يأتين من كل مكان لتحقيقه ،بقيت مدة من الوقت تتفرس في وجوه الموجودات قبالتها في قاعة الانتظار ، وضعت غطاءا على رأسها ووجهها بحيث لايستطيع احدا معرفتها لو رآها في هذا المكان فلو وصل لزوجها او اهله انها تزور مثل هذا المكان لأنتهى امرها للأبد ، انتظرت دورها لوقت طويل رغم انها حجزت الموعد منذ فترة، لكن لا خيار لديها ستتنظر فهي لن تستطيع العودة مرة اخرى في موعد قريب ، طلبت الاذن من زوجها واخبرته انها ستذهب لزيارة والدتها وسيعود لاصطحابها في المساء ولو غادرت الان فلن تجد حجة للعودة مرة اخرى ،
بعد انتظار طويل حان دورها ،
دخلت الى غرفة محقق أحلامها المكان كما تعودته مليء بالاضواء الصاخبة ، اختلطت فيه الروائح التي خلفها الاكتظاظ في الغرفة الصغيرة نسبيا بالمقارنة بعدد الزاور الذين يزورون المكان يجلس هو على مكتبه ، فيما جلست هي على الاريكة المقابلة فقد كانت غرفة استقباله تماما تشبه غرفة استقبال اي مهنة ،
استقبلها بابتسامة تعودت عليها فهو يوزعها على كل زائراته وكم لمحت فيها أخيانا من الخبث والتودد لبعض الزبونات ،
ابتدرها بالسؤال:
- كيف حالك مع الحياة الزوجية الجديدة،؟
- جيدة...
- لوكانت جيدة ،لما جئتي الي ،ما مشكلتك ؟
- انت اذكى من ان اعرفك بحالي ،حسنا ، الامور مع زوجي باحسن حال اما مع أهله فسيئة ، رغم اني حاولت التقرب منهم بكل الوسائل لكنهم لم يتقبلوا اني اصبح كنتهم .
- ومايهمك انت فيهم طالما انك متفقة انتي وزوجك ،؟
- انهم يقيمون معي وزوجي غائب طوال النهار ،وهم ينغصون علي حياتي في غيابه.
- هل تريدين ان تعيشي في مسكن لوحدك؟
- لا بالعكس ،اريد ان اقيم في ذلك المنزل ، رغما عنهم أريد ان اكون سيدة المنزل والامرة الناهية فيه واكسر كبرياء حماتي العقرب .
- حسنا ،سأعطيك مجموعة من البخور لكن احرصي ان يصل الى كل ارجاء المنزل وان يتشممه كل اهل البيت حتى يعطي مفعوله وساكتب لك قائمة ببعض الاغراض احضريها في اقرب وقت حتى احضر لك خلطة تضعيها في الاكل .
- لكني لا استطيع المجيء هذه الايام .
- لا مشكلة ،ليس ضروري ان تحضري انت ارسليها مع اي شخص .
- سارسلها مع شقيقتي ، وستصبحين ملكة المنزل.
- جيد .
- هناك أمر اخر ،الفتاة التي كانت خطيبة زوجي ،دائما مايضعوننا في مقارنة ،اريد ان انتقم منها ،أن يعرف الكل انني احسن منها .
- احضري لي صورتها وقطعة من لباسها وسنرى مانفعله في شأنها .
انتهت زيارتها وخرجت تفكر في وضعها الجديد ،فهو طالما وعدها انها ستصبح سيدة المنزل ،فسيفعل وهي جربت قبلا وتعرف نتائج تعويذاته ،تذكرت الصورة وقطعة اللباس ،ربما تستطيع ان تتدبر أمر الصورة فألبوم صور العرس مازالت عندها وهي ظهرت في عدة صور اما قطعة اللباس فستفكر كيف تحضرها لكنها ستجد وسيلة ...
*****""*******************######
عادت الى البيت وبدات في نشر البخور ،رائحته سيئة ،لكنها تكثر من استعمال ملطفات الجو حتى تتخلص من الرائحة ولا ينتبه لها اهل البيت،لكن حماتها كانت لها بالمرصاد فلا تفتأ تسال عن مصدر الرائحة ، رغم ماتكابده من متاعب لكنها لا ترى تغيرا في تصرفات اهل البيت ربما تغير رائحة البخور بالملطفات هو السبب ،شقيقتها تأخرت في احضار الخلطة التي من المفروض ان تضعها في الاكل ،
كما ان موضوع قطعة من لباس غريمتها يشغلها ،لا بد ان تحضره فعندما تنتهي منها سينتهي كابوس من حياتها ، لقد حضرت خطة وستنفذها الليلة وتتمنى ان تنجح
. *******************
بادرت زوجها بالحديث:
- انت تعلم كم أحبك واحب عائلتك ولا احب مضايقتك ،لكن اود التكلم معك في موضوع.:
- هل حدث شيء في غيابي،
- لاشيء جديد .
- زواجك من ابنة خالتك مازال يشغل والدتك وخالتك.
- لكنه موضوع انتهى.
- انتهى بالنسبة لك لكن ليس بالنسبة اليهم.
- هل ازعجك احدا منهم فأنا اعرف والدتي جيدا.
- لا داعي للخوض في الموضوع فليس هذا ما أود الحديث فيه ،
- ماذا تريدين القول؟
- ابنة خالتك من حقها ان تغضب فربما هي تحبك ولا ألومها فانت محبوب ولو كنت مكانها لغضبت ايضا لانه ليس مثلك شخص في العالم ولن تحظى بمثلك مهما بحثث.
- اح اح
- انها الحقيقة ،ياحبيبي لهذا عندي فكرة،
- ماهي .
- اريد ان اذهب الى بيت خالتك واحاول كسب ودهم فانا لا استطيع ان اعيش هنيئة وهناك شخص غاضب مني .
- فكرة جيدة ،افعلي ماتشائين فكل يوم اتاكد انني احسنت الاختيار وانك اطيب من في الارض.
- غدا ساذهب لزيارتهم واتمنى ان يتنهي هذا الخلاف
- ان شاء الله
. *****************
الزيارة المفاجئة كانت مثارا للاستغراب لكنها دخلت المنزل وهذا كان هدفها جلست في غرفة الاستقبال لكنها طلبت ان تتحدث مع الفتاة عن انفراد وهو ماجعلها تأخذها لغرفة نومها ،
كانت الغرفة جميلة ومنظمة ،تشغلها لوحدها ،تذكرت كيف كانت في منزلهم الضيق ،اين كانت هي وشقيقاتها الاربع يشغلن غرفة لاتتجاوز مساحتها نصف هذه الغرفة ،احتدت غيرتها وقررت ان تنتقم منها مهما كلفها الامر،
- أعرف انك غاضبة مني بسبب زواجي من خطيبك السابق،
- لا ابدا ،الله يهنيك في زواجك، الموضوع منتهي بالنسبة لي وكل شيء نصيب .
- الله يبعث لك نصيب احسن ،انا هنا لاطلب ان منك ان نكون صديقتين فانا احببتك ولا اريد ان يكون بيننا اي عائق.
- وانا اتشرف بصداقتك وتأكدي انه ليس في قلبي اي بغض اتجاهك.
- شكرا لقد ارحت قلبي .
هل يمكن ان تحضرلي بعض الماء.
- لحظة .
دقائق قليلة سمحت لها بفتح خزانة الملابس واخذ اول قطعة وجدتها وخبأتها في حقيبتها التي تعمدت ان تكون كبيرة.
غادرت بعد ان حققت هدفها والان تبدا الخطوة التالية...
يتبع.....
