السلام عليكم
اليوم حلقة جديدة من سلسلة قصة مَثَل :
مَثل اليوم هو : رب أخ لك لم تلده أمك
عبارة تنسب لسيدنا لقمان -عليه السلام- الذي حباه الله سبحانه وتعالى بفصاحة اللسان وحكمة العقل
يُحكى أن لقمان -عليه السلام -مر ذات يومٍ بخيمة تجالس فيها امرأة رجلًا، فطلب منهم أن يشرب، فأسقته المرأة وبينما هو يشرب لاحظ لقمان عليه- السلام- وجود طفل يبكي دون أن يهتم لأمره أحد.
فسأل المرأة لمن الطفل؟ ولماذا يبكي؟ فقالت: إنه لهانئ، وهانئ هذا زوجها، وهو لم يكن بالخيمة حينها، فسألها لقمان -عليه السلام -عن الشاب الذي تجالسه فقالت: هذا أخي، فقال لقمان -عليه السلام -حينها حكمته الشهيرة "رب أخ لك لم تلده أمك"، وكان يقصد بذلك أنه فطن إلى أن الرجل الذي يجالسها ليس أخاها.
وفي المساء، رأى لقمان -عليه السلام -رجلًا يسوق غنمه متجهًا نحو الخيمة التي لجأ يشرب منها صباحًا، فلما مر به لقمان -عليه السلام -دعاه الرجل لضيافته، فشكره وقال له إنه استسقى امرأته صباحًا فسقته، وكان معها رجلًا تدعي أنه أخوها، فقال الزوج للقمان: وما أدراك أنه ليس أخاها.
فقال له لقمان-عليه السلام -: لو كان من يجالسها أخاها لما جعلها تجيبني نيابة عنه، وبعد أن تأكد هانئ من صدق قول لقمان -عليه السلام - فيما حدثه به، انتقم لشرفه، ومن وقتها أطلق هذا المثل على الصديق الذي يجالس صديقه دائمًا ويكون له بمثابة الأخ الذي لا يتورع عن مساندة أخيه.
وخروجًا من الخلاف حول حقيقة هذه القصة من عدمها ونسبها لـ لقمان -عليه السلام -، إلا أن المثل سار دلالة على أهمية الأخوة بين الناس، والتعاون بينهم.
فكثيرًا ما يضرب هذا المثل "رب أخ لك لم تلده أمك" في مواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء ، فيشبهم الناس بالإخوة لأنهم يقفون إلى جوار بعضهم البعض، ولا يتخلى أحدهم عن الآخر، بالرغم من أن أصل المثل لم يضرب في واحٍد من تلك المواقف التي يتكاتف فيها الأصدقاء، بل على العكس ضرب كنوع من الهجو والسب لرجل وامرأة في زمن لقمان -عليه السلام .
إذا , هل كنتم تعرفون قصته من قبل ؟
بالتوفيق للجميع