السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قصة المثل:_
يروى أن الأصمعي قصد ذات يوم رجلا بحاجه لعلمه بكرمه و طيب نفسه فوجد على بابه حاجبا فمنعه من الدخول عليه ثم قال:_ " و الله يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك، لكنه أوقفني لرقة حاله و قصور يده "
فكتب الأصمعي على رقعة فيها
إذا كان الكريم له حاجب ** فما فضل الكريم على اللئيم
ثم قال للحاجب خذ هذه الرقعة و أوصلها إليه فأخذها الحاجب و دخل عليه و سلمها إليه فلما قرأها كتب على ظهرها يقول :_
إذا كان الكريم قليل مال** تحجب بالحجاب عن الغريم
و أمر الحاجب بإعادتها إليه مع صرة فيها 500 دينار فجاء بها و سلمها إليه، فسر بها و قال في نفسه:_ " و الله لأتحفن المأمون بهذا الخبر"
فتوجه نحو مجلس المأمون و طلب الدخول فأذن له فسلم عليه و جلس
فسأل المأمون الأصمعي:_ " من أين جئت يا أصمعي؟"
قال:_ " من عند رجل من أكرم الأحياء "
قال:_ " من هو؟! "
فدفع الأصمعي إليه الرقعة و الصرة فقال المأمون:_ " هذه الصرة من بيت المال و لا بد لي من الرجل "
فقال الأصمعي:_ " إني و الله لأستحي أن أروعه فقد أحسن إلي "
فأمر المأمون أحد رجاله بإحضار الرجل فلما حضر الرجل بين يدي المأمون قال له:_
" أما أنت الذي بالأمس شكوت رقة الحال فدفعنا لك هذه الصرة لتصلح بها حالك فقصدك الأصمعي ببيت واحد من الشعر فدفعتها له؟!"
قال الرجل:_ " نعم يا أمير المؤمنين، و الله ما كذبت فيما شكوت لك من رقة الحال لكني و الله استحيت من الله تعالى أن أعيد قاصدا دون أن اعطيه مقصده "
فقال المأمون:_ " لله أنت فما ولدت العرب أكرم منك "
ثم بالغ في إكرامه و جعله من ندبائه، و قد ذهب قول الحاجب مثلا ثم طورت العامة المثل حسب كل بلد فأصبح يقال بصيغته الحالية
" العين بصيرة و اليد قصيرة "
فيما يضرب هذا المثل؟
و صار هذا المثل يضرب في الشخص الكريم بطبعه لكنه لضعف حاله قد تعذر عليه العطاء و الكرم.
هل أعجبتكم القصة ؟ و هل كنتم تعرفونها من قبل؟
دمتم في رعاية الله...