لا تعمم في التعاملات
بداية نطرح بعض الأسئلة وبموجب ذلك ننطلق في هذا المنشور.
- هل مجال كذا صعب ومعقد؟
- إن فلانا يكرهه فلان، فهل هو إنسان سيء؟
- وأخيرا: هل يمكننا التعميم في أي حال من الأحوال؟
هذه الأسئلة تخرج من مشكاة واحدة.
في الحقيقة أغلبنا يقع في مغالطة شائعة جدا في حياتنا اليومية، فإذا كنت مصريا فعلي الأرجح أنك قد سمعت أحدهم يذكر الآتي:-
سكان محافظة المنوفية جميعهم بخلاء.
أليس كذلك؟ لقد جئنا هنا لنضع حدا لهذا. أولا: يجب أن نوضح بأن لكل إنسان وجهة نظر ولكل إنسان واقع، لذا فإن سألتني عن ماهية الواقع، فإجابتي بالأحري قد لا تناسبك تماما، وكي نختصر في الوقت دعنا نقرأ معا هذه القصة القصيرة.
كان هناك ثلاثة أشخاص لا يمكنهم الرؤية طُلب منهم أن يدخلو غرفة فيها فيل وطلب منهم أن يوصفوا شكله. وبالفعل دخل الثلاثة وخرجوا.
- رأي الأول:- إن الفيل كائن شبيه بالثعبان.
- رأي الثاني:- إن الفيل عبارة عن قش متاركم.
- رأي الثالث:- إن الفيل صغير الحجم فهو عبارة عن أربعة أعمدة فقط قصيرة.
ما رأيك الآن؟ مَن المخطئ هنا؟ مَن وصف الوصف الأدق؟ الإجابة هي كل منهم وصف الفيل من خلال تجربته، فكل منهم أصاب في جانب وأخطأ في جانب آخر؛ لإنه عمم بموجب تجربته، والتي لا يمكن أن تكون كافية حتي تتضح الصورة.
- الأول:- تحسس خرطوم الفيل أو أنفه.
- الثاني:- تحسس ذيله.
- الثالث:- تحسس أرجله.
والطريف أن كل شخص من الثلاثة تمسك برأيه ورفض رأي الآخر. مما سبق نستنتج أن
الواقع هو مجموعة الآراء أو الخبرات التي يكونها الفرد وفقا لما يمر به من تجارب.
هل وصلك ما أردت توضيحه؟ والآن قد سمعتك تقول: ما علاقة هذا بالتعميم؟ لا تقلق لم نحد عن الموضوع.
وفقا لما ذكرناه نستنتج أن عليك ألا تعمم ولا تحكم علي شئ بمجرد تعاملك معه سطحيا، اسأل مجرب واسأل العديد من الناس الذين تثق بهم وبهذا تكوِّن الصورة الحقيقية. ما رأيك؟ في الحقيقة إذا رجعنا مجددا إلي أهل المنوفية، فمن المحتمل أن يكون سبب النعت هو المعاملة. بمعني أن شخصا ما سافر إليها وتعامل مع أحدهم فتضايق من بخله فعمم صفة البخل علي أهل المنوفية، وبعدها انتقلت الفكرة من شخص إلي شخص حتي أصبح الناس يرددون هذا. وهنا قد أخذنا مثالا بسيطا للتوضيح، ولكن هذا يتكرر كثيرا في حياتنا اليومية، فكل تعميم خاطئ حتي هذا التعميم➡
هل واجهتك تجربة بخصوص ذلك؟ أخبرني في التعليقات حتي نتبادل الأفكار.