بناء الكعبة في الجاهلية
مضت عشر سنين على زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس وثلاثون سنة فارادت قريش ان تبني الكعبة
وقد كانت الكعبة قبل ذلك رضماً من الحجارة(حجارة بعضها فوق بعض من غير ملاط ولا اسمنت)
وكانت قريش تهم بذلك ولكن تهاب هدمها
روى عبد الرزاق في مصنفه عن ابي الطفيل رضي الله عنه(كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر وكانت بقدر ما تقتحمه العناق وكانت غير مسقوفة وانما توضع عليها ثيابها وتسدل سدلا وكان الركن موضوع عليها باديا وكان فيها ركنان كهيئة الحلقة ) المدر طوب من الطين والعناق صغار الماعز
فاقبلت سفينة من الروم تريد الحبشة فاذا كانت قريبة من جدة انقلب البحر بها فانكسرت ونجى احد منها وكان نجار رومي
فلما اخبرت قريش خرجوا يريدون خشب السفينة فاخذوا الخشب والنجار معا
قفالوا نستعين بهذا الخشب في بناء بيت ربنا وهم لا يريدون بنائه كله من الخشب انما يستعينون به
فاذا ارادو هدم الكعبة اذا بحية على سور الكعبة كقطعة الجائز ( الجائز قطعة من الخشب تكون تحت السقف اي يعتمد السقف عليها) سوداء الظهر بيضاء البطن كلما دنا احدهم لهدم الكعبة سعت اليه فاتحةً فاها
فخافت قريس وتجمعوا يتضرعون ويقولون ( اللهم لم ترع) ترع اي تخف ويقصدون لم تخف الكعبة
وفي رواية لم نزغ انما اردنا تشريف بيتك وترتيبه فان رضيت ذلك او افعل مابدا لك
فبينما هم كذلك سمعو خوار من السماء واذا هم بطائر أعظم من النسر اقبل حتى انشب اضفاره في قفا الحية
فحملها وذنبها عظيم يضطرب حتى ذهب بها في جهة اجياد وفي شان هذه الحية يقول الزبير ابن عبد المطلب
عجبت لما تصوبت العقاب..الى الثعبان وهي لها اظطراب
وقد كانت يكون لها كشيش
واحيانا يكون لها وثاب
اذا قمنا الى التاسيس شدت
تهيبنا البناء وقد تهاب
فلما ان خشينا الرجز جائت
عقاب تتلئب لها انصباب
فضمتها اليها ثم خلت
لنا البنيان ليس له حجاب
فقمنا حاشدين الى بناء
لنا منه القواعد والتراب
غداة نرفع التاسيس منه
وليس على مسوينا ثياب
فاورثنا المليك بذاك عزا
وعند الله يلتمس الثواب
ليس عليهم ثياب اي كانوا...... وكانوا يرون ذلك من التشمير والجد نسال الله العافية
وقد كانت قريش اشترطت في بناء الكعبة ان يكون من حل اموالهم فلا يدخلون في بنائه الا الطيب ولا يدخلون فيه مهر بغي ولا مظلمة احد ولا بيع ربا فلما اشترطو هذا الشرط لم يجتمع لهم الكثير من المال
فبنوها اصغر مما كانت واخرجوا الحجر وهو من الكعبة في بناء ابراهيم البناء الاول وتركو الحجر امارة على مكان الكعبة المبنية على قواعد ابراهيم على مانشهدها اليوم وفي فتح مكة كان الرسول يود ان يهدمها ويعيد بنائها على قواعد ابراهيم ولكن كان يخشى ان تنفر قريش او تكره قلوبه ذلك ولقد هدمت الكعبة مرتين وفي ذلك قصة اعفيكم منها لطول المنشور
لكن اين مشاركة النبي من كل ذلك لاخبركم
عند البناء شرعت قريش بنقل الحجارة ومن جملتهم كان النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحملها على عاتقه(كتفه) فارشده عمه العباس ان يتقي خشونة الحجارة بازاره فوقع شيء عجيب في هذه القضية فلما فعل النبي ذلك خر الى الارض وطمحت عينه الى السماء وهو يقول ازاري ازاري فشد عليه ازاره فلم يرى بعد ذلك....... واختلف سادة القبائل في من يضع الحجر الاسود ولذلك قصة أيضاً ولكن كان النبي حكم بينهم حيث وضع ثوبه وعليه الحجر وشاركت القبائل كلها في وضعه ولا اقصد بثوبه الذي بدونه يظهر الجسد ولكن من جملة باقي الثياب