السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلا بحضراتكم. كيف حالكم يا عائلة طليق؟ ما رأيكم بأن نتناقش قليلا؟
علي الأرجح قد خطر في بالك هذا السؤال، وكذلك أسئلة علي غرار هل يمكنني أن أنجح؟ هل يمكنني أن أصل إلى مرادي؟
الموضوع بعيدا عن العبارات الخادعة والتي تشحذك بالطاقة المؤقتة الفانية يتلخص في كلام العظيم الذي أوتي جوامع الكلم. قال الرسول محمد -صلي الله عليه وسلم-: ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار، قالوا: يا رسول الله فلِمَ نعمل؟ أفلا نتكل؟ قال: لا، اعملوا، فكل ميسر لما خلق له، ثم قرأ: فأما من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى {الليل: 6} إلى قوله: فسنيسره للعسرى {الليل: 10}. رواه البخاري
رزقك وأجلك مكتوب قبل خلقك، ولكن هل هذه دعوي للتوقف عن العمل؟ هنا الفهم الخاطئ؛ المكتوب ليس فلانا سيصير مترجما مثلا فقط، بل فلانا سيجتهد وسيفعل كذا وكذا وسيمر بكذا وكذا وبالتالي سيصير مترجما، فموطن الشاهد هنا هو (اعملوا).
أنت ميسر لاتجاه معين، سواء كان هذا الاتجاه إيجابي أو سلبي، وبالتالي هذا يدفعك إذا لاحظت أنك تسير في الاتجاه الخاطئ أن تسرع في الابتعاد عنه، وإن كنت تسير في إتجاه تشعر فيه -بجانب بعض الضغوط والصعوبات- بالتيسير والتقدم، فهذا دافعا لك علي زيادة المجهود أكثر.
إياك أن تشغل بالك باحتمالية نجاحك غير المؤكدة. أفلا يكفيك أنك ميسر من قبل الله. ثق بربك وأحسن العمل. لو كنت علي وشك الدخول في شراكة أو مشروع مثلا ولا تملك مالا كاف، وقيل لك إن رجل الأعمال فلان سيدعمك، فهل ستقلق بعد هذا الخبر؟ ولله المثل الأعلي.
ولكن عليك أن تدرك الفرق بين الوقوع المؤقت والفشل المطلق، فكونك تخفق أحيانا في شيء ما ليس دليلا علي انتهاء القضية برمتها، بل ربما هذا الإخفاق هو عامل من العوامل التي ستؤدي إلي انتباهك وإيجاد نقاط ضعفك وبالتالي أصبح خطوة نحو النجاح كذلك، فحتي المؤمن قوي الإيمان يذنب ويخفق، ولكنه سرعان ما يعيد حساباته ويتوب ويعود أكثر قوة.
ختاما أقول لك لا تقلق خذ بالأسباب المتاحة لك واجتهد واعمل ولا تستسلم أبدا وتوكل علي الله، تجد توفيق الله وتيسيره لما هو خير لك وللذي خلقت من أجله.
بالتوفيق لحضراتكم جميعا، وآسف علي الإطلالة