بين تفكير عميق وابحار في الخيال وتنظيم للأوراق والأقلام تبادرت إلي ذهني فكرة فقال عقلي يا لها من فكرة وقالت يدي هيا نطلق سراح الأقلام ولتبدأ مهمة الأوراق واليوم موعدنا مع مدونة جديدة وهي عن " القراءة " .
القراءة من الأشياء التي لا غني عنها في حياتنا لكن في ظل وقت انتشر فيه كل ما هو غير مفيد ووجود أشخاص علي سطح المجتمع يتبعهم الشباب وحتي الأطفال ويلقبونهم بالقدوات وليتهم لم يقتدوا بأحد بدلا من اتخاذ هؤلاء كقدوة .
تخلت الأسرة عن مراقبة الأبناء وما الذي يشاهدونه وما الذي يفعلونه .... تخلوا عن الحوار معهم وتعليمهم أشياء مفيدة وحتي إخبارهم بقصص القدوات المشرفة وحتي تخلوا أيضا عن تعليمهم القراءة ... قراءة ما هو مفيد والذي يمكنه اطلاق العنان لخيالهم في التفكير وتنمية مهارات الإبداع والقدرة علي الحوار .
القراءة أولي البوابات في طريق تطوير الإنسان لحياته سواء العلمية أو العملية فالقراءة تفتح آفاق أوسع للإنسان ومن أهم الوسائل التي تحقق النجاح للإنسان في حياته فهي وسيلة رئيسية للتعرف علي الثقافات والعلوم المختلفة والمتنوعة والتي تقودنا إلي الفائدة الأخري والتي تتمثل في تطوير مهارة التعلم الذاتي والتي لا غني عنها حتي يستطيع الإنسان التعرف علي العلوم بشكل أعمق ويصل إلي تفسيرات منطقية وحلول للمشكلات وأيضا لن ننسي شخصية الإنسان وما للقراءة من تأثيرات إيجابية عليها فهي تجعله قادرا علي الحوار بكل سلاسة وطلاقة واستخدام مصطلحات تنم عن ثقافة وإطلاع في أي مجال يتم مناقشته فيه ولن يتم ذكر القراءة بدون التطرق إلى أهميتها في استثمار الوقت الذي يضيعه الآخرون هباءا في ما هو غير مفيد وأيضا لن ننهي أهمية القراءة بدون ذكر ما لها تأثير كبير علي تطوير وإثراء مفردات الإنسان وجعل حواره أكثر لباقة وأسلوبه في الكتابة له سحره وطابعه الخاص .
حقا للقراءة فوائد عظيمة ومتعة وبساطة وتعلم في نفس الوقت عند قراءة ما تحب تشعر وكأنك تتجول في بستان المعرفة تأخذ ما تريد من أزهار الإطلاع وتستنشق رحيق إثراء المفردات والمعلومات العطر وتعطي لنفسك كنزا ثمينا فيه كل ما تريد لتطوير حياتك والابتعاد قدر المستطاع عن كل ما هو غير مفيد في المجتمع فلماذا لا نقرأ أو بالأحرى " لماذا لا نحب القراءة ؟
غالبا عند بحث الإنسان عن معلومة ما يلجأ للبحث السريع عنها مثل قراءة مقال أو مجلة لكن لا يلجأ للقراءة أو الكتب بشكل عام ولكن للأسف مع الوقت تمحي هذه المعلومات من الذاكرة مع الوقت لماذا ؟؟ للقراءة نوعان مهمان وهما " القراءة السطحية " و " القراءة العميقة" .
يستطيع الإنسان قراءة ما يقرب من ثلاثة وأربعين جيجا بايت من المعلومات كم كبير بالطبع لكن لا تظل المعلومات لفترة طويلة في الذاكرة لأنها كانت بطريقة" القراءة السطحية " والمشكلة في هذه الطريقة أنها تصيب الإنسان بالتشتت والعقل بالإرهاق مما يؤدي في النهاية إلي نسيان المعلومات أما القراءة العميقة التي هي حقا بداية الطريق للحفاظ علي المعلومات تكون بالتركيز وعدم التشتت وأيضا هي أنسب الطرق للمواضيع العلمية لأن المواضيع العلمية تحتاج التركيز وليس العشوائية لأن العشوائية سوف تؤدي إلي طريق آخر وهو ما يسمي " بوهم الكفاءة " وهو باختصار أيضا أن المعلومات التي يقرأها الإنسان يوميا ينساها مع الوقت لأنه بطبيعة الحال عقله لم يحصل علي التركيز والوقت المناسب لاستيعابها فكيف له أن يحتفظ بها ؟ وهناك أيضا أسباب أخري مثل الخوف من بدء القراءة وغياب القدوات الحسنة عن المجتمع مما يؤدي للإتجاه إلي إحياء كل ما له تأثير سلبي علي المجتمع ومحو ذكري كل ما له فائدة وأيضا عدم تحديد هدف للقراءة أو " لماذا أقرأ " لأنه إن لم تتواجد الأهداف ما الذي سيدفع الإنسان للبدء ؟ وأخيرا لن ننسي " مشاغل الحياة وضيق الوقت" .
إذا ما الحل الآن لبدء شق طريق القراءة والتحليق في سماء المعرفة ؟
أولا وقبل أي شيء ضع هدفا لنفسك وهو " لماذا أقرأ " لأنه سيكون محرك العزيمة ولن ندع تخصيص وقت معين للقراءة ولكن بتركيز عميق وبدون ضوضاء وأيضا الابتعاد عن المحبطين الذين يقومون بتسخيف وتسفيه كل ما له فائدة ولن نمر مرور الكرام علي أهمية اتخاذ قدوة أو مجالسة المثقفين وتبادل الحوار معهم لا تعلم حقا مدي تأثير هذا عليك ودفعك للقراءة بشكل كبير و زيادة الثقة بنفسك وأيضا لا تقم بحصر نفسك في مجال واحد قم بالقراءة في عديد من المجالات و تذكر أن القراءة بستان معرفة مليء بزهور المعرفة والإطلاع فخذ منه قدر المستطاع حتي تكون قادرا علي تكوين وعيك وثقافتك ورأيك الخاص وأن الكتاب خير جليس في الوحدة وعالم عند طلب الثقافة وأخيرا تذكر هذا دائما أن وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة خطوة للأمام.
بالتوفيق للجميع.....