السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أحب أن اهنئكم بقدوم عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا و عليكم بالخير واليمن والبركات... و هو ايضا أول عيد لنا مع بعض الحمد لله الذي جمعنا على الخير... و عيدكم مبارك
سنتحدث اليوم عن اقوى اعتذار في التاريخ و الذي حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.... قراءة ممتعة
حين قال أبو ذر لبلال _ رضي الله عنهما_
" حتى أنت يابن السوداء تخطئني"... قام بلال مدهوشا غضبان أسفا... و قال: والله لاشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تغير وجه رسول الله ثم قال : "يا أبا ذر اعيرته بأمه انك امرء فيك جاهلية "
بكى ابو ذر طويلا و قال: يا رسول الله استغفر لي ثم خرج باكيا من المسجد، أتى ابو ذر بلالا ووضع خده على التراب أمامه و قال:_ " و الله يا بلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطئه برجلك انت الكريم و أنا المهان "
أخذ بلال يبكي و اقترب و قبل ذلك الخد و قال:_ و الله لا أطأ وجها سجد لله سجدة واحدة، ثم قاما و تعانقا و تباكيا.
إن البعض منا يسئ للاخر عشرات المرات فلا يقول: عفوا أخي، عفوا أختي، البعض يجرح الآخرين جرحا عميقا في عقيدتهم و مبادئهم و اغلى شئ في حياتهم فلا يقول سامحني و يخجل من كلمة (( أسف )).
الإعتذار ثقافة راقية وخلق عظيم يعتقد البعض أنه إهانة للنفس لكنه في الحقيقة باب كبير لاستحقاق عفو الله؛ لأن من تعود على العفو في الدنيا عفا عنه رب العباد في الآخرة.
حين سئل أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و قيل له صف لنا الدنيا فقال:_ "" ماذا أصف لكم من دار أولها بكاء، و أوسطها عناء، و آخرها فناء، في حلالها الحساب، و في حرامها العذاب، و من استغنى فيها افتتن، و من افتقر فيهاحزن "
جميل أن يعتذر كل واحد منا عن أي خطأ أو كلمة صدرت منه فجرحت مشاعرا و أحزنت قلوبا و أدمعت عيونا، كلنا راحلون، و الزاد قليل و من عفا في الدنيا كان أهلا لاستحقاق عفو الله في الآخرة.
" اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا "
دمتم في حفظ الله و رعايته
أحبكم في الله أعزائي