إنها لقصة رائعة أبطالها كثيرون
واستشهد فيها العديد من المسلمين حتي أن ما حدث لرسول الله صل الله عليه وسلم فيها لم يكن هينا ما بين فقد لأصحابه وأقاربه وحتي عمه حمزة عبد المطلب رضي الله عنه ولكني أريد أن أخبركم كيف استطاع رجل واحد إعادة الجيش مرة أخرى.
قامت غزوة أحد في السنة الثانية من الهجرة وقد سبقتها غزوة بدر في السنة الأولى وقد أحدث المسلمون خسائر كبيرة للمشركين فأرادوا أن يثأروا لما حدث لهم فقرروا الحرب وكان قائد جيش المشركين في أحد
هو " أبو سفيان بن حرب" كان عدد المقاتلين في جيش المسلمين حوالي ألف مقاتل وجيش المشركين حوالي ثلاثة آلاف مقاتل ولكن انظر ماذا حدث ... بينما المسلمون في طريقهم لجبل أحد لتجهيز معسكرهم هناك قام زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول
بنشر الإحباط بين جيش المسلمين واضعاف عزيمتهم بحجة انهم سيغلبون لقلة عددهم وفعلا عاد بثلث الجيش إلي المدينة فماذا يفعل حبيبنا صل الله عليه وسلم الآن؟ قام بحكمة بتقسيم الجيش إلي ميمنة وميسرة وقلب وجعل الصحابة يقفون صفا بحيث يكون كتف آخر صحابي في الصف عند جبل أحد والصحابي الأخير من الجهة الأخري عند جبل الرماة ووضع فوق جبل الرماة خمسين راميا وعين عليهم عبد الله بن الجبير أميرا وفعلا بدأت المعركة .
كان لكل جيش من الجيشين لواء واللواء هو بمثابة العلم حاليا او الراية واللواء كان بمثابة الشعلة التي تبث الأمل والثقة والتشجيع في قلوب المقاتلين هل تعلمون من كان حامل الراية في جيش المسلمين؟ كان مصعب بن عمير _ رضي الله عنه_ وكان عدد حملة الراية في جيش المشركين تسعة حملة للواء هل تدركون كيف كان خوفهم من المسلمين رغم قلة عددهم ؟ كان لحمزة بن عبد المطلب دور كبير في المعركة ومن ضمن بطولاته قام بقتل خمسة من حملة اللواء وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام قاموا بقتل الأربعة الآخرين ودارت المعركة وانتصر المسلمون في بداية الحرب وبدأ جيش المشركين في الانسحاب ولكن حدث ما كان رسولنا صل الله عليه وسلم خائفا من حدوثه .
هل تتذكرون عندما أخبرتكم عن ذكاء الرسول صل الله عليه وسلم في تقسيم الجيش ؟ عندما وضع الرماة علي الجبل قام بتحذيرهم أكثر من مرة أن لا يتركوا الجبل حتي لو انتصر جيش المسلمين وبدأوا بجمع الغنائم وقد كان هذا ما حدث عندما رأي الرماة مشهد انسحاب المشركين تركوا أماكنهم وظل عبد الله بن الجبير مع عشرة فقط من الرماة كان خالد بن الوليد رضي الله عنه لا يقبل الهزيمة وكان يلحظ أصغر الأشياء فعندما رأي مشهد نزول الرماة قام بالعودة وانقلب النصر إلي هزيمة .
في هذه الغزوة عين المشركون مقاتلا معينا لقتل رسول الله صل الله عليه وسلم وقد كانت هذه مهمته في جيش المشركين فقط وكان يدعي " عبد الله بن قمئة" وكانت كل معلوماته عن رسول الله انه حسن الشكل فعندما رأي مصعب بن عمير حامل لواء المسلمين وكان هو ايضا جميل الوجه حسبه عبد الله بن قمئة رسول الله وقام بقتله وصاح بأعلي صوته قتلت محمدا إن محمدا قد مات فعندما سمع المسلمون هذا ضعفت عزائمهم وبدأوا في التراخي بل أن جزءا من الجيش فر هاربا إلي المدينة لينجو بحياته ولا تعلمون مدي حزن رسول الله بسبب ما حدث وهنا يأتي بطل قصتنا ألا وهو أنس بن النضر كان أنس بن النضر عم أنس بن مالك رضي الله عنهما . في غزوة بدر كان أنس بن النضر في تجارة في الشام وقد حزن حزنا شديدا عندما علم أن معركة حدثت في عدم وجوده وأخذ علي نفسه عهدا وقال " والله لأن أشهدني الله مشهدا مع رسول الله ليري الله أجمل ما أصنع " ويشاء الله أن يكون عائدا أيضا من تجارة في يوم أحد ويقابل المقاتلين الذين فروا من المعركة عندما أشيع الخبر الكاذب بمقتل رسول الله وقال لهم ماذا حدث ؟ قالوا إن رسول الله قد قتل ولقد فررنا من أرض المعركة فصاح فيهم بغضب قائلا " ما تصنعون بالحياة من بعد نبيكم ؟ عودوا وموتوا علي ما مات عليه رسول الله وعاد بالجيش إلي أرض المعركة ولكن حدث شيء غريب بدل أن يذهب إلي معسكر المسلمين قام بالذهاب إلي معسكر المشركين وقبل ذهابه قال للجيش الذي عاد به " إني لأري ريح الجنة " وانطلق وأخذ يضرب في جيش المشركين واحدا تلو الآخر حتي استشهد رضي الله عنه وبهذا قد أوفي بالعهد الذي قطعه عندما قال " لأن أشهدني الله مشهدا مع رسول الله ليري الله أجمل ما أصنع" ونزل في هذا الصحابي قول الله تعالي في سورة الأحزاب " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " رضي الله عنك يا أنس .
في النهاية هل أعجبتكم هذه القصة؟ وأخبروني عن بعض الدروس التي تعلمتموها منها .
بالتوفيق للجميع وكل عام وأنتم بخير