ان كنا نظن ان الراحة هي قيمة موجودة, فعلا ان الحياة ستكون صعبة
ان كنا نرى ان الحياة ليست في صالحنا وان الباقي اكثر حظ منا, فعلا الحياة صعبة
ان كنا ننتظر الفرصة المناسبة لكي نتحرك, فعلا الحياة صعبة وليست عادلة ابدا
لماذا اتت الفرص المناسبة لاولئك الناجحين في حياتهم ولم تأتنا بعد ؟!!
لماذا لم نفكر ان الفرص هم ايضا لم تذهب اليهم بل هم من مضو نحوها
ولماذا لم نظن ان الاشخاص المحظوظين هم من صنعوا حظهم بدلا من انتظاره
ولن اقول انه ليس هناك اشخاص محظوظين بلى هناك الكثير ولكن ما ادراك
انك ستكون مثلهم, في حين انه يمكنك ان تكون افضل منهم لانهم حصلوا
على النجاح بضربة حظ اما انت فقد اتيت به بنفسك واصبح في جعبتك
الحظ والمهارة التي صنعت ذلك الحظ, اهم قانون لفهم الحياة ان نتقبل ان
الحياة ليست في صفنا ولكنها ايضا ليست ضدنا الحياة هي عبارة عن مسار
مرسوم لنا, ونعم نحن لانحدد طريقنا ولكن نحن نحدد كيف سنسير في هذا الطريق
وهذا المهم لان النجاح في الرحلة وليس في الوصول واسمحوا لي ان اروي
قصة تبين من هو المحظوظ ومن هو المتميز وبعدها لك حرية الاختيار في من
تريد ان تكون من بينهما, لنقل ان هنالك طفل وان والد هذا الطفل كان قاسيا
هذا الطفل بارع في الكتابة باستخدام يده اليمنى وفجأة يأتي والد هذا الطفل
ويجبره على الكتابة بيده اليسرى هكذا من دون سبب وطبعا الطفل مجبر على
الاستمرار بالكتابة فهي شيء مهم بالنسبة له ويستمر بالكتابة وبعدة فترة
يتحسن وهكذا الى ان يتقن الكتابة بشكل كامل وكأنه يكتب بيده اليمنى
ويأتي والد هذا الطفل ويخبره انه يستطيع العودة للكتابة باليمنى من اجل
التحضير لمسابقة التخطيط التي هي بعد يومين وفجاة يتعرض هذا الطفل
لحادث تكسر فيها يده اليمنى, يا لهذا الحظ السيء أليس كذلك فهذه المسابقة
مصيرية بالنسبة له, ولكن لحظة هذه ليست مشكلة بالنسبة له فهو لديه اليد
اليسرى التي اصبحت كاليمنى تماما, وهنا ان كان هذا الطفل فيه القليل من
الحكمة سيعلم الان لماذا اجبره والده وهو " الحياة " على الكتابة باليد اليسرى..
وعلى هذه القصة يجب ان نقيس الامور وان نعيد التفكير في كلامنا لأنه ذلك
المحظوظ الذي ولد وهو يستطيع ان يكتب ويخطط افضل مني إن كسرت يده
فلن يستطيع استعمال اليد الاخرى ولماذا لانه اعتمد على الحظ في يده الاولى,
من سنختار الان التميز ام الحظ في حين اصبحنا نعلم كيف نحصل على كلاهما
نحن دائما في مكانة ذلك الطفل ووأما الوالد فهو بمثابة الحياة, الحياة خلقت
من اجلنا وليس العكس وأما من سيجبرنا على الكتابة باليد الاخرى فهو القدر
الذي قدِِر لنا بتقدير الخالق, إما ان نتقبل ذلك المسار او ان نستمر بالنظر الى
غيرنا, وملخص ما حصل ان محنتنا اليوم هي ميزتنا غدا ما نجبر على المرور
به اليوم هو لتسهيل مرورنا غدا إما ان نمر به ونحن ممتنون وإما ان نرجع للوراء
وفي كلتا الحالتين الحياة تسير بنا فلن تتوقف من اجلنا فهي كالحافلة
ستسير كل يوم صعدت ام لم تصعد ستسير, وانا عن نفسي اليوم اخاطر حاضرا بأن
اتعرض للفشل بدل ان اخاطر مستقبلا بأن اتعرض للندم انني لم احاول, لماذا
كنت مشغولا بانتظار اللحظة المناسبة والحظ الذي اتى لغيري, الحياة اصدقائي
هي ككرة السلة دائما في صعود ونزول وكل لحظة هي بيد واحد من اللاعبين
احرص على ان تكون واحدا منهم وتمسك بكرتك التي هي حياتك بدلا من ان
تكون السلة التي تنتظر ان ترمى اليها الكرة لانها لن تدخل في السلة دائما
هذه هي الحياة لا ضمانات ابدا... كل الامور تبدأ من منظورنا, وكيف !!
دائما ماكنت اقول هذا لنفسي في لحظات ضعفي وتذمري وراتطامي بجدران هذه
الحياة ولطالما مانجح معي الامر لأنني معتقد به .
" عندما نغير الطريقة التي ننظر بها للامور فإن الامور بدورها تتغير "
ومن هنا نعلم من يمسك بالاخر نحن ام الحياة ... دمتم بخير . :)