First time here? Checkout the FAQ!
x

الملاحظات

الاخذ والعطاء لله فان امنت وهبت السعاد [ تمت إجابته ]

في تصنيف اسئله عامه
بواسطة طالب عالمي (6.1ألف نقاط)  
+12 تصويتات
116 مشاهدات
سافر عروة من المدينة إلى دمشق، وفي الطريق بوادي القرى أصيبتْ رجلُه بأَكَلَةٍ، ولم يَكَد يَصِل دمشق حتى كانت نصفُ ساقه قد تلِفتْ، فدخل على الخليفة الوليد بن عبدالملك، فبادر الوليد باستدعاء الأطبَّاء العارفين بالأمراض وطرق علاجها، فأجمعوا على أن العلاج الوحيد هو قطعها قبل أن يَسريَ المرض إلى الرِّجل كلِّها حتى الوَرِك، وربما أكلتِ الجسمَ كله، فوافق عروةُ بعد لأْيٍ على أن تُنْشَر رِجله، وعرض عليه الأطباء إسقاءه مُرْقِدًا؛ حتى يغيب عن وعيه فلا يشعر بالألم، فرفض عروة ذلك بشدة قائلاً: لا والله، ما كنت أظن أحدًا يشرب شرابًا، أو يأكل شيئًا يُذهِب عقلَه، ولكن إن كنتم لا بُدَّ فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة؛ فإني لا أحس بذلك ولا أشعر به، فقطعوا رجله من فوق الأكلة من المكان الحي؛ احتياطًا أن لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلي، فما تضوَّر ولا اختلج، فلما انصرف من الصلاة عزَّاه الوليد في رجله، فقال: اللهم لك الحمد، كان لي أطرافٌ أربعة فأخذتَ واحدًا، ولئن كنتَ أخذتَ فقد أبقيتَ، وإن كنتَ قد ابتليتَ فلطالما عافيتَ، فلك الحمد على ما أخذتَ وعلى ما عافيتَ، اللهم إني لم أمشِ بها إلى سوء قط.

 

وكان قد صحب بعضَ بنيه، ومنهم ابنه محمد الذي هو أحب أولاده إليه، فدخل دارَ الدواب فرفسته فرسٌ فمات، فجاء المعزون إلى أبيه، فقال: الحمد لله كانوا سبعةً فأخذتَ منهم واحدًا وأبقيتَ ستة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت، فلمَّا قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة، فما سُمع يَذكُر رِجْله ولا ولده، ولا شكا ذلك إلى أحد، حتى دخل وادي القرى الذي أصابته فيه الأكلة، وهناك قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا، فلما دخل المدينة أتاه بعض الناس يسلمون عليه ويعزونه في رجله وولده، وبلغه أن بعض الناس قال: إنما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه، فأنشد عروة متمثِّلاً قول معن بن أوس:

 

لَعَمْرُكَ ما أَهْوَيْتُ كَفِّي لِرِيبَةٍ

وَلاَ حَمَلَتْنِي نَحْوَ فَاحِشَةٍ رِجْلِي

وَلاَ قَادَنِي سَمْعِي وَلاَ بَصَرِي لَهَا

وَلاَ دَلَّنِي رَأْيِي عَلَيْهَا وَلاَ عَقْلِي

وَلَسْتُ بِمَاشٍ مَا حَيِيتُ لِمُنْكَرٍ

مِنَ الأَمْرِ لاَ يَمْشِي إِلَى مِثْلِهِ مِثْلِي

وَلاَ مُؤْثِرًا نَفْسِي عَلَى ذِي قَرَابَةٍ

وَأُوثِرُ ضَيْفِي مَا أَقَامَ عَلَى أَهْلِي

وَأَعْلَمُ أَنِّي لَمْ تُصِبْنِي مُصِيبَةٌ

مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ قَدْ أَصَابَتْ فَتًى قَبْلِي[1]

 

قال ابن خلكان:

"وقدم تلك السنة قومٌ من بني عبس فيهم رجل ضرير، فسأله الوليد عن عينيه، فقال: يا أمير المؤمنين، بتُّ ليلة في بطن وادٍ ولا أعلم عبسيًّا يزيد مالُه على مالي، فطرقنا سيلٌ، فذهب بما كان لي من أهل وولد ومال، غيرَ بعيرٍ وصبي مولود، وكان البعير صعبًا فنَدَّ، فوضعت الصبي واتبعتُ البعير، فلم أجاوز إلا قليلاً حتى سمعت صيحة ابني ورأسُه في فم الذئب وهو يأكله، فلحقت البعيرَ لأحبسه، فنفحني برجله على وجهي، فحطمه وذهب بعيني، فأصبحت لا مال لي، ولا أهل، ولا ولد، ولا بعير، فقال الوليد: انطلقوا به إلى عروة؛ ليعلم أن في الناس مَن هو أعظم منه بلاء

هذا هو سر السعادة وهي نعمة من الله للعبد بان يجعله راضيا وليس كثرة المال ولا الولد
تمت إجابته

1 إجابة واحدة

بواسطة طالب عالمي (6.9ألف نقاط)  
مختارة بواسطة
+5 تصويتات
 
أفضل إجابة

"انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب"

127 Online Users
1 Guest 126 Member
Online Members
Today Visits : 57199
Yesterday Visits : 71463
Total Visits : 45854598

25.4ألف أسئلة

124ألف إجابة

154ألف تعليقات

29.6ألف مستخدم

مرحبًا بك إلى Taleek Discussion، مناقشات طليق - حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين. تذكر اننا هنا جميعا لمساعدة بعضنا البعض فيرجى الالتزام بقوانين وارشادات المنتدى حتى نبقي عائلة طليق نظيفة وانتاجية - لا تنسى التصويت للاجابات الصحيحة والتصويت بالسلب للاجابات المضللة او المخالفة
add
لعبة السجن
...