رمضانك بين العادات والعبادات
حلت نسائم رمضان تداعب ارواحنا وقلوبنا وحواسنا، تضئ لياليه المصابيح الملونة والفوانيس المبهجة التي ترمي بضيائها على أعين سحرها الجمال والبهاء
اتي رمضان بحضوره اللافت ومذاقه الخاص وليله النابض ..
فتزينت سماؤه بأوراق الزينة تداعبها نسمات ربيعية ليطرب حفيفها الآذان وينعش الذكريات
ومساجد تلألأت بأنوارها وقدسيتها وزوارها
ومسحراتي يمر بإيقاعاته يناجي الأطفال والشباب شاديا بغنائه وقصصه ومدائحه..
واناس يسعون لإطعام صائم او مساعدة فقير واسعاد الغير
وموائد ممتدة، فيها من الطيبات ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين
شهر تجلى فيه جمال العادات والعبادات..
فمن الحكمة ان تستمتع بما احله الله من طيبات وتلبي أيضا نداء روحك المتوقة الي ربها
فلا تنسى نصيبك من العبادة لمليء خواء قلبك وتطهر روحك فيعود لها صفاءها ونقاءها..
بعد أن اخذتك الايام فتشغلك عن أمور آخرتك، وتلهيك الدنيا ونفسك
وتظل معذب الروح تتردد بين جنباتها الأنين وحلم العودة إلى الطريق القويم
ونفسك المشتتة المنهكة بأمور الدنيا وما مر عليها من نوائب الدهر
افتح أبواب قلبك على مصراعيه واشكي همومك وبث أحلامك لرب كريم
ورمضان يهئ لك فرصتك الذهبية
العبادة وما ايسرها والشياطين مكبلة، تصوم نهاره وتقيم ليله مرتلا قرآنا يملأ روحك فيضمد جراحها المثخنة بالذنوب..
والدعاء في جوف الليل وعند فطرك لا يرد فتبث أفكارك ومخاوفك فترسو على شواطئ الطمأنينة والسكينة
وصدقات تتواري خلفها فلا تعلم شمالك ما تنفق يمينك
فيطمئن قلبك وتملأ قلوبا سعادة وحبا
دع النوم يجافيك، فأمامك الكثير لتفعله لتنل خيري الدنيا والأخرة
اختر من أبواب الخير ما تشاء، فجميعها يوصلك الي ما تصبو اليه.. مساعدة الفقراء، إطعام الصائمين، بر الوالدين..
واشغل لسانك وقلبك بالذكر والدعاء وآنس لياليك بالقرآن مرتله
هكذا تدفن الذنوب وتنتعش آمال البطولة بتغلبك على هوي نفسك والشيطان
وكي يستتب الأمن داخلك فلا تتبع الهوى فيضلك عن السبيل
فتظل تقضي الساعات تجول بين المسلسلات والإعلانات والبرامج
تضيع وقتك وعمرك على أرض السراب
وتقودك نفسك الأمارة بالسوء بحثا عن المتعة والراحة
لكن إيمانك يأبي
وبين شد وجذب
قد تنتصر عزيمتك وقد تهتز
انت من تقرر ان تثبت وتقبل على الله لتتلقفك رحمته وعفوه
ما أكبرها من خسارة عندما تضيع شهر الغفران والعتق من النيران أمام المسلسلات تشاهد وتسمع مالا يمت بصلة لدينك وأخلاقك وتقاليدك
أتتوقع ان تقضي عمرك أمام هذه التفاهات وتشجع اصحابها على استمرارهم وضلالهم ثم تخلد ف جنات ومتع؟!
ألم تتدبر قول الله تعالي:
( ان المتقين في جنات ونهر)
التقي الذي يترك ما نهى الله عنه وينأي بجانبه عن الذنوب والمعاصي والفتن ليثيبه الله جنة ونهر
تحين فرصك في رمضان بهدم عادات وبناء اخري
هدم عادات متابعة المسلسلات والغيبة والنميمة وعادات غير صحية
وتنمي عادات مصاحبة القرآن وتدبر آياته وقيام الليل والاحساس بالفقراء وايضا عادات صحية
والحافز سيساعدك دوما لتحقيق ما تبغى، ان تقطف ثمار جنة الدنيا والآخرة... وانسانيتك