طالما شكّل تعلّم اللغات هاجسًا لدى عدد كبير من الأشخاص، لا سيما تلك التي تختلف بشكل جذري عن اللغة الأم واللغات الثانوية، لكن الأمر ليس بهذه الصعوبة، خصوصًا في ظل النصائح التي يقدمها شاب إيطالي استطاع أن يتقن 11 لغة قبل أن يتجاوز عقده الثالث
روما: لوكا لامباريلو، ايطالي في الخامسة والثلاثين من عمره ويتقن 11 لغة، أكد بأنه يريد أن يركز على الأسباب التي دفعته الى تعلم هذه اللغات، بدلًا من الحديث المستهلَك عن كيفية تعلمها، والسؤال هو من أين يجد الشخص هذا الدافع لتعلم لغات أخرى، وكيف يمكن تعزيزه باستمرار
فتعلم اللغة لا يتحقق بتكديس الكتب وساعات الدرس وحدها، بل السفر الى اماكن جميلة والتعرف الى اشخاص يشكلون مصدر الهام لتعلم لغتهم وتذوق اطباقهم الشهية والقيام برحلات لا تحصى من اجل اكتشاف الذات، بحسب لامباريلو. &ويضيف انه يستمد الدافع الى تعلم لغات اخرى من هذه الخبرات التي تصبح مممكنة بفضل اللغة
الإنجليزية
اللغة لا يمكن تعليمها بل تعلمها. وتوفر المساعدة في مجرى عملية التعلم فائدة كبيرة، ويُفضل العثور على مرشد لا معلم. ويقول لامباريلو انه لاقى صعوبة في تعلم الانكليزية، التي كانت درسا الزاميًا في المدرسة، لذا قرر والداه الاستعانة بمعلمة خاصة حين كان في سن الثالثة عشرة. ولم تعلمه الانكليزية فحسب، بل علمته حب اللغة، واسهمت قراءة الكتب ومشاهدة الافلام والحديث مع المعلمة في تعلم الانكليزية حتى اتقانها
الفرنسية
اللغة باب الى عالم كامل يستحق الاكتشاف، ويقول لامباريلو إنه بدأ تعلم الفرنسية في وقت واحد تقريبًا مع تعلم الانكليزية، وقد لاقى المصاعب نفسها في البداية، ولكن ذلك كله تغير في سن الرابعة عشرة، حين اكتشف انه يستطيع ان يتابع التلفزيون بالفرنسية، فبدأ يشاهد التلفزيون ساعتين كل يوم بعد العشاء، وفي سن الخامسة عشر اصبح يتكلم الفرنسية بطلاقة
الالمانية
إذا وجدت طريقة تعجبك ومجدية معك فإنك تستطيع ان تتعلم أي لغة بدون معلم، &وليست هناك طريقة واحدة لتعلم اللغات، والتجريب مهم الى ان تصل الى الطريقة الأنسب
وكانت الالمانية اول لغة بدأ لامباريلو يتعلمها بنفسه، وبعد العقبات التي اصطدم بها في البداية وقع على طريقة لاستيعاب الأنماط الاساسية في أي لغة بطريقة خفيفة طبيعية ومسلية. وكان ذلك عن طريق اعلان تلفزيوني تجاري عن تعلم اللغات
الاسبانية
يتيح تعلم اللغات اكتساب معارف واسعة عن لغتك الأم، وإذا تعلمت لغة قريبة من لغتك فتحدث بها من البداية. وسيكون ذك اسهل مما تتصور
ويقول لامباريلو إن الاسبانية والايطالية شقيقتان، مختلفتان لكنهما متماثلتان في آن واحد. والتركيب العام للغتين متماثل، ولكن هناك اختلافات في اللفظ والتشديد واستخدام التعابير الاصطلاحية
الهولندية
ليس هناك شيء اسمه لغة عديمة الفائدة، بل كلها ستثبت فائدتها عاجلا أو آجلا. &فلا تدع الآخرين يحددون لك ما تتعلمه، بل دع اهتماماتك ورغبتك وقناعاتك تحدد لك
ويقول لامباريلو إنه التقى فتاة هولندية في مخيم سياحي في ايطاليا، ورغم قضاء وقت ممتع معها في المخيم، فإن اللغة كانت حاجزا بينهما، لذا قرر ان يتعلم الهولندية، وعادت الفتاة الى بلدها، لكن اللغة الهولندية ظلت معه رغم نصائح الآخرين بأن لا جدوى من تعلم الهولندية، لأن الجميع في هولندا يتكلمون الانكليزية
السويدية
البداية تكون بتعلم اللفظ لتفادي اكتساب عادات سيئة. ويجب التحلي بالمرونة، وإذا كانت للغة خصوصيات وحالات شاذة كثيرة فالأفصل تعلمها من البداية. &ويقول لامباريلو انه كان يفكر في تعلم لغة اسكندنافية منذ فترة، لا سيما بعد أن اهدته صديقته دورة لتعلم السويدية بمناسبة عيد ميلاده، واصفا اللغة السويدية بأنها كانت موسيقية في اذنه، ثم زار ستوكهولم لأول مرة عام 2004، حيث أُعجب بالثقافة السويدية، وظل يتكلم اللغة مع نرويجيين ويشاهد الافلام ويقرأ الكتب
الروسية
إذا شعرت بأنك تقترب من اليأس من تعلم لغة ما ابحث عن شي يجدد رغبتك في التعلم، ويمكن للسفر واللقاء بأشخاص ومشاهدة افلام وتصوير فيلم فيديو على يوتيوب أن يؤدي هذا الغرض
ويقول لامباريلو انه بعد هذه اللغات التي تستخدم الحروف اللاتينية قرر ان يتعلم لغة جديدة، وقد بدت الروسية جذابة وغنية وانيقة ومعقدة الى حد يثير الفضول. &وكان استخدام اللغة الروسية في التفكير بمثابة حل لغز في الرياضيات، لكنه تمكن تدريجيا من فك طلاسمها واصبح يتكلمها بانتظام، شاقًا طريقه في متاهة قواعدها النحوية المعقدة
البرتغالية
يمكن تعلم لغتين في وقت واحد، شريطة تنظيم الوقت واستثمار الطاقة بصورة جيدة
ويقول لامباريلو انه بدأ يتعلم البرتغالية في وقت واحد مع الصينية، وكانت هذه أول مرة يتعلم فيها لغتين في آن واحد، وقد تعلم البرتغالية بسهولة مثل الاسبانية، مركزًا على اللفظ
البولندية
السفر دافع كبير، فسافِر قدر الامكان، وكلما تسنى لك السفر، فهو يفتح لك ابوابا ويدفعك الى تعلم اللغات
ويقول لامباريلو انه زار بولندا عام 2012 للمرة الثانية ووقع في حب البلد وأهله وبدأ يتكلم لغتهم بتنظيم حوار اسبوعي مع صديق بولندي التقاه في صيف 2012، ورغم اختلاف البولندية عن الروسية من نواحي عديدة، فإن التركيب العام واحد، ومعرفة احدى اللغتين تساعد كثيرا في تعلم الأخرى
الصينية
لا تدع سمعة اللغة تخيفك. يقول لامباريلو انه سمع بأن الصينية ذائعة الصيت بصعوبتها، ولهذا السبب لم يفكر في تعلمها، ولكن نجاح افلامه اللغوية الاولى على يوتيوب شجعه على مواجهة تحدٍ جديد، وبدأ يتعلم الصينية بمفرده، لكنه واجه تحديات جديدة، لا سيما في اللفظ والرموز. واكتشف ان الصينية على المدى البعيد ليست اصعب من اللغات الأخرى، في حين ان المكافأة من تكلمها عظيمة، حيث يطَّلع من يتعلمها على ثقافة رائعة
اليابانية
لبعض اللغات سمات جديدة تماما. لذا من الضروري ابداء مرونة وتكييف اسلوب التعلم، وإذا لم تنجح الطريقة التي تعتمدها عادة، فلا ضير في تغييرها. المهم ألا تستسلم
ويقول لامباريلو انه اراد تحديًا جديدًا حين بدأ يتعلم اليابانية، لكنه لم يتوقع ان تكون بهذه الصعوبة، ولم يتمكن حتى من بناء جمل بسيطة، لأن تركيب اليابانية يختلف عن أي لغة اخرى، واعترف لامباريلو بأن اليابانية أكبر تحد واجهه حتى الآن، لكنه اعرب عن ثفته بتعلم اللغة، وكل ما يحتاجه هو تعديل طريقته ومعايشة اللغة
أتعلم لأعيش
في المحصلة، يقول لوك لامباريلو إن اكتشاف طريقة لتعلم لغات اجنبية هو بلا شك افضل ما حدث في حياته، وان تعلم اللغات خبرة بديعة، وهو لم يتعلمها في البيت عبر التحديق في كتب قواعدها فقط، بل بالسفر الى بلدان اهلها ومعايشتها
واكد لامباريلو ان تكلم لغات متعددة ليس نشاطًا فكريًا، بل فعل من افعال المحبة تجاه نفسك والآخرين، وهو يساعدك على اكتشاف التنوع المذهل للطبيعة البشرية، واكتشاف جوانب متعددة من شخصيتك انت. ولمن يسألون لماذا يحب لامباريلو تعلم اللغات يقول: “أنا لا أعيش كي أتعلم اللغات، بل اتعلم اللغات كي أعيش
!اترك تعليقاتك وشاركنا بها
