المُراهقـة(Adolescence) في اللُغة العربية :مِن كلمة رَاهـِق (على وَزِن فَاعِل) وتعني الإِقتراب مِن الشيء، أما فِي عِلم النَفـس:هِي تُشير إِلى إِقتراب الفرد من النضوج الجِسماني و العقلي والإجتماعـي والنفسي،ويُجدَر الإشارة هُنا الى إِن مرحلة المُراهقـة لا تُعـد مرحلة نضُوج تام ولكنها مُجرد مرحلة تؤدي تِباعاتها وأَحداثُها إلى النضوج..
نأتي الى المُراهقة مِن الناحية العلمية وبتفصيل أَكثر:
المُراهقـة:هـي العُمر الفاصل بين الطفولة والرُشد(عِند العُلماء والفُقهاء :أَن يبلغ الصَبي حَد التكليف صَالحاً في دِينهِ مُصلحاً لمالهِ) ،وذلك في الفترة العُمرية المُمتدة مِن سِن ١٥ إلى سِن ٢٥ وَقـد تختلف فِي بدايتها ونهايتها من شخص لآخر ومن مُجتمع لآخر ومِن جِنس لآخر فالأنثى تبلغ قبل الذكر وتَنضِج قَبلهُ،وكما قُلنا تختلف مِن شخص لآخر ومن مجتمع لآخر فعلى سبيل المثال في بعض المجتمعات قد تبدأ من سن ١٥وتنتهي بِسن ٢٥،وهناك مجتمعات تعتبر اللذين اقل من عمر ١٨ اطفالاً والاكبر منهم هُـم المراهقين الشباب فعلياً،وهناك مجتمعات تؤمن بأن الاشخاص في سن العشرات والعشرين هُم مراهقين بأختلاف بداية المرحلة ونهايتُها،وهناك البعض اللذين لايؤمنون بمصطلح المراهقة فَيعد الشباب بجميع عمرهم مراهقين حتى يبلغون مرحلة النضج وهو سن الأربعين وكما ذُكِر في القرآن قوله تعالى("حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)الأَحقاف ١٥..والمراهقة تكون على ثلاث أَنواع وهي: المُراهقة المُبكِرة(اي تكون في سِن مُبكر)،والمراهقة المتوسِطة(تكون ليست بالمُبكرة وليست بالمتأخرة) المُراهقة المتأخرة (وهذه تكون في فترة متأخرة مثلاً في سن العشرين او الخمسة وعشرين وهكذا).
والمراهقة:هِي فترة مُتقلبة وصعبة تمـر في الأغلب على كُل إِنسان، وقد يتصرف البعض تصرفات طائشة وتصرفات غير لائقة،وتكون المُراهقة بمثابة الإِختبار الأول له في حياته المُمتدة،حَيثُ أَن مُستقبَل وحضارة الأُمم تتأثر كثيراً في مُراهقة أَفرادها..
كَيف نتعامل مع الشخص المُراهِق؟
المُراهـق مِن وجهة نظري -في زمننا الحَالي- كالقنبلة النووية الهائجة! أَي انه يريد ان ينفجر وهذا طبيعي بسبب الهرمونات..ما عليك فعله ان تتعامل بطريقة واسلوب رائع مع هذه القنبلة حتى تهدأ والتعامل معها ليس سهل كما تعرف فهي قنبلة نووية! ..كل ما يحتاجه عزيزي/عزيزتي أَبنك ،او اخوك،او اختك او اي شخص مراهق هو النُصح والارشاد والتعامل معه بطريقة اللين والوّد وافضل ما قد تفعله هو ان تطلعه على قصص وسيرة الأنبياء (صلوات ربي عليهم) وان تحببه بالله وليس تكره به! مثلاً تقول له: حرام لا يجوز الله يضعك في النار! لا قل له الله سوف يزعل منك، الله اذا قمت بعمل طيب سيحبك ..ونأتي الى المشكلة الاكبر وهي رِفاق السوء ابتعد عن رفاق السوء فو الله ان كان صديقك يراك تُذنب ولا يَهِزُ بيدك ويأخذك الى الله والصَواب فوالله لا خير في صُحبتهِ ..وكذلك حببوهم بالعمل كثيراً والثقافات والعلوم ..والوالدين كونوا اصدقاءً لأبنائكم واجعلوا المحبة دائمة بينكم.
واخيراً سأقول شيء مهم جداً وهو:
كونك في فترة المراهقة هذا لايعني انك لاتستطيع انجاز شيء وانك لا تمتلك الثقة بنفسك..! لا ياعزيزي لا تدع المراهقة تسيطر عليك وتمنعك من النجاح وتعتبرها عُذراً لطيشك...!
مُحمد الفاتح كان يَبلُغ مِن العُمر ٢٢ عاماً وفَتح القسطنطينية.
مُحمـد بن القَاسِم كان عُمره ١٧ حِين فَتح بِلاد السَند.
أُسامة بن زيد كان عُمرهُ ١٨ وكان قائد جَيش المُسلمين المتوجه لِغزوا الروم في الشام.
"كونك مراهقاً لايعني كونكَ فاشل ...ابدأْ بالعمل على نفسِك مِن الآن فغداً لن يَكُن لديك وقت وسَتُلهيك مشاغُل الحياة."