السلام عليكم
كيف حالكم ؟
بما أن اليوم 12 ربيع الأول , وهو مولد النبي -صلى الله عليه وسلم -
أريد أن نتحدث قليلا عن أحد أشهر من كتب المديح النبوي , ألا وهو الإمام البوصيري رحمه الله
هو محمد بن سعيد بن حماد البوصيري، له العديد من القصائد والأشعار ولكن من أكثرها شهرة هي قصيدة بردة التي ما زالت محط إلهام للشعراء،
ولابد أنكم جميعا تعرفونها أو على الأقل مطلعها الذي يقول :
مولاي صلّ وسلّــم دائماً أبــــــداً على حبيبك خيــــر الخلق كلـــهم
ويختتمها بقوله :
يا رَبِّ بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
كما يًعرَف أيضا بهمزيته المشهورة
القصيدة الهمزية المسماة أم القرى، إحدى أشهر قصائد المديح النبوي عند المسلمين، تتميز ببلاغتها وقوة نظمها، وشموليتها بحيث تتناول الكثير من موضوعات السيرة النبوية والشمائل المحمدية، إضافةً إلى ما فيها من ذكر للصحابة وأمهات المؤمنين، ودعاء وتوسل وغير ذلك. يقول الإمام ابن حجر الهيتمي:
«إن من أبلغ ما مُدح به النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من النظم الرائق البديع، وأحسن ما كُشف
عن كثير
من شمائله
من الوزن الفائق المنيع، وأجمع ما حوته قصيدة من مآثره وخصائصه ومعجزاته، وأفصح ما أشارت
إليه منظومة من بدائع كمالاته: ما صاغه صوغ التبر الأحمر، ونظمه نظم الدرر والجوهر،
الشيخ الإمام، العارف الكامل الهمام، المتفنن المحقق، البليغ الأديب المدقق،
إمام الشعراء وأشهر العلماء، وبليغ الفصحاء وأفصح البلغاء،
الشيخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن صنهاج البوصيري.»
مقتطفات من القصيدة الهمزية :
كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبيــــــــــاءُ يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالَ سنًا مِنك دونَهم وسَناءُ
إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس كما مثَّلَ النجومَ الماءُ
أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصــــــــــــــــــــــــــــــــــــدُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ
لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ
لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَــــــــــــــــــــــــــــــارُ لك الأُمهــــــاتُ الأَبــــــــاءُ
ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّا بَشَّــــــــرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ
تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمـو بِكَ علْياءٌ بعدَهــــــا علياءُ
نلتقي في مناسبة أخرى بإذن الله
بالتوفيق للجميع