السلام عليكم
كيف حالكم جميعا ؟
أجيبوا عن سؤالي هذه المرة
بما أننا تحدثنا عن أبي تمام وتلميذه البحتري
دعونا نتحدث عن ثالث الثلاثة , ألا وهو شاعر العرب
أبو الطيّب المُتنبّي واسمه أحمد بن الحسين الجعفي الكِندي الكوفي ولقبه شاعر العرب (303هـ - 354هـ) (915م - 965م)
وكان المتنبي صاحب كبرياء وشجاعة وطموح ومحب للمغامرات، وكان في شعره يعتز بعروبته، ويفتخر بنفسه، وأفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. وكان شاعرا مبدعًا عملاقًا غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة.
عاش وتعلم في بادية "السماوة " بالعراق "بين الكوفة والشام"
تعلم أصول اللغة , ويُقال بأنه ادَّعلى النُبُوة , ومن هذا لقبه "المتنبي "
قيل عنه :
يرى عباس العقاد أن قصة ادعائه للنبوة ليس مستبعدا , حيث أنه كان نرجسيا " مفتخرا ومغرورا "
أما أبو العلاء المعري فدافع عنه قائلا :
المتنبي من النُبُوَّة وليس النُبوءة
والنبوة هي المكان العالي , أي أنه ارتقى مرتقى عاليا جدا في الشعر
في عصره كانت الدولة الإسلامية تُسمى "الدولة الحَمَدَانية " في ظل الخلافة العباسية
"والحمدانيون هم عرب من بني تغلب "
تعرَّف على سيف الدولة الحمداني عن طريق ابن عمه "أبي العشائر " والي أنطاكية آنذاك
وانسجم الإثنان , وقد كتب المتنبي قصائد عديدة في مدح سيف الدولة , وله ديوان باسم "سيفيات المتنبي "
من أبرزها :
ضاقَ الزَمانُ وَوَجهُ الأَرضِ عَن مَلِكٍ
مِلءِ الزَمانِ وَمِلءِ السَهلِ وَالجَبَلِ
لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفي مَناقِبَهُ
فَما كُلَيبٌ وَأَهلُ الأَعصُرِ الأُوَلِ
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ
وبالرغم من علاقتهما الوطيدة إلا أن حب سيف الدولة للمتنبي جعل له أعداء كثيرين
كانوا يتصيدون له المكائد , خاصة في الشعر
في مرة كانوا في مجلس عند وزير يسمى " ابن الفرات "
مع مجموعة من الشعراء وكبار القوم , أحدهم أبو علي الأمدي , فعرفهما على بعضهما وسأل المتنبي : أتعرفه ؟
فأجاب المتنبي : لا
فغضب أبو العلاء الأمدي بأن شخصا ذائع الصيت مثله لايعرفه المتنبي
وبينما كان المتنبي يقول البيت التالي :
إِنَّما التَهنِئاتُ لِلأَكفاءِ
وَلِمَن يَدَّني مِنَ البُعَداءِ
فعارض أبو علي الأمدي على جمع المصدر"تهنئة " إلى تهنئات , قائلا أن المصدر لا يجمع
فسأل المتنبي أبي الفرات : أمسلم هذا ؟
قال: نعم
هل يصلي ؟ قال : نعم
قال المتنبي: ألا يقرأ في الصلاة : التحيات لله
وهي مصادر التحية التحيات والتهنئة التهنئات ؟ .
وكان الحُساد حول سيف الدولة يوسوسون له كل حين
حتى أنهم قالوا : المتنبي من كثرة مدح نفسه لم يترك لك شيئا
وفي يوم وبعد أن فاز المتنبي على "ابن خالويه" في أحد المناظرات , ضربه بحديدة
فنظر المتنبي لسيف الدولة منتظرا منه أن يدافع عنه , ولكن ...... لم يحرك ساكنا
وقال قصيدته :
إضغط هنا
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
لطول المنشور , سنحكي قصته مع الإخشيدي في منشور آخر بإذن الله :هنا
بالتوفيق للجميع